أثار ظهور رجل دين مسيحي، خلال حفل بأبوظبي لتكريم الفائزين بمسابقة "الواعظ الصغير"، التي تنظمها الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف في الإمارات، استياءً مجتمعياً وعربياً واسعاً من الخطوة التي اعتبر كثيرون أنها تتعارض تماماً مع الفعالية باعتبارها إسلامية خالصة، وليست فعالية عامة.

وتم تكريم الفائزين بالمسابقة خلال فعالية أقامتها هيئة الأوقاف الإماراتية، على مسرح نادي ضباط القوات المسلحة في أبوظبي يوم الخميس بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف.

ووصفت صحيفة الخليج، شبه الرسمية، أن الفعالية أقيمت "وسط أجواء من التسامح والتعايش والأخوي"، بحضور جمهور من العلماء والأئمة والخطباء، وعدد من رجال الدين المسيحي في الدولة.

ونشر حساب هيئة أوقاف الإمارات صورا لتكريم الفائزين في مسابقة "الواعظ الصغير" في موسمها السادس، تُظهر رجل دين مسيحي وهو يشارك في تكريم الأطفال.

وأظهرت ردود فعل الإماراتيين تجاه الخطوة استياء مجتمعياً كبيراً من "خطوات التسامح" التي تسير عليها أبوظبي، واعتبرها البعض انسلاخاً من تعاليم الإسلام وقيم المجتمع.

ويرى أحمد البلوشي أن "التسامح مع باقي الاديان ما يكون بالطريقة الاستفزازية هذي" مضيفاً: "نحن عندنا فالدوله شيوخ دين فيهم الخير والبركه كان من الافضل استدعائهم في مثل هالمناسبه بدل استدعاء القس المسيحي".

من جانبه يؤكد خالد أن "التعايش بين الأديان لا يعني التشارك إنما تقبل الاختلافات الجوهرية في العقائد؛ وهذه النوعية من التعايش التي تشارك العقائد هي التي تسمح بتوغّل الأفكار المتطرفة والشاذة، لأنها تعطي أصحاب تلك الأفكار تقبل في بدايته يكون محدود ومن ثم يتوّسع إلى أن يؤثر على المجتمع بصفة عامة".

وعلقت فاطمة قائلة " أخي المسلم غير ملزم تخلي القسيس يشارك في كل شي عشان تثبت لنا أنك متسامح معاه".

وعبر ناصر عن استيائه من الخطوة بالقول "مب معقوله الي قاعدين نشوفه هذا مب تسامح يا اوقاف ، انتم مؤتمنين على ديننا ومؤتمنين على عيالنا".

وعلق حمد الشامسي، رئيس مركز مناصرة معتقلي الإمارات، ساخراً: "يبدو ان الحفل القادم سيكون في المعبد الهندوسي الجديد".

أما الداعية المثير للجدل "وسيم يوسف" فاعتبر الأمر بأنه "شيء رائع وفخر تشعر به ولن تجده في أي دولة .. حينما تجد أوقاف الإمارات تُكرم الفائزين بجائزة الواعظ الصغير ويعلو على المسرح أحد الإخوة المسحيين لمنح الجوائز للفائزين".

وأضاف الداعية المقرب من أبوظبي قائلاً: "هنا الإمارات لا استعلاء ديني و لا تفاضل ديني ولا عنصرية دينية.. دولة التسامح الامارات".

ورداً على وسيم يوسف، قالت الإعلامية الإماراتية فضيلة المعيني: " فعلا سكت دهرا ...ونطق (.....) الله يعينك على نفسك يا وسيم".

 من جانبها اعتبرت حنان العقيلي أن "هذا اسمه جهل ديني و تخبيط وتلاعب برسالة محمد التي اؤتمن عليها المسلمون".

أما "رعد محمد" فأكد أن "تعليقات الإخوة الإماراتيين أغنتني عن الرد كفو عليهم الصراحة".. مضيفاً "أنا كافر بتسامحكم يا إمارات ، ورحم الله زايد وولده خليفة، جاءهم شر خَلَف لخير سَلَف".

وفي مارس الماضي، أطلقت الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف مسابقة الواعظ الصغير في موسمها السادس، بهدف "تعزيز المشاركة المجتمعية في البرامج الدينية والوطنية وخلق روح المنافسة الإيجابية بين الناشئة في المجتمع الإماراتي".

وتضمنت المسابقة ثلاث فئات هي: الفئة الأولى من عمر 4 سنوات إلى 7 سنوات، والفئة الثانية من عمر 8 سنوات إلى 11 سنة، والفئة الثالثة من عمر 12 سنة إلى 15 سنة، ولأصحاب الهمم إلى 18 سنة.

وشارك هذا الموسم 1003 متسابقين، حيث شارك في الفئة الأولى 313 متسابقاً، وفي الفئة الثانية 550 متسابقاً، وفي الفئة الثالثة 122 متسابقاً، حيث بلغ مجموع الذكور من إجمالي المتسابقين 401 ذكر، والإناث 605.

وبلغت قيمة الجوائز، في الحفل المثير للجدل، 10 آلاف درهم للفائز بالمركز الأول و7 آلاف درهم للمركز الثاني و5 آلاف درهم للمركز الثالث.