تستغرق رحلة المستكشف راشد وصولاً لوجهته نحو سطح القمر نحو 4 أشهر، حيث من المقرر الهبوط بحلول أبريل المقبل، فيما تسلك مركبة الهبوط "هاكوتو- آر" التي تحمل المستكشف، مداراً انتقالياً ذا استهلاك منخفض للطاقة، خاصة أن هناك مدارين للوصول للقمر تتخذه المهمات المشابهة.
ويتسم المدار الأول بأن تكلفته عالية، حيث تصل المهمة للقمر خلال نحو أسبوع، فيما يرجع السبب في ذلك للحجم الكبير لمركبة الهبوط، والتي تستهلك كمية وقود كبيرة، ومثال ذلك "مهمة أبولو" التي استغرقت 6 أيام.
فيما المدار الآخر وهو الأقل كلفة ويكون للمركبات الفضائية ذات الحجم الصغير مثل مركبة الهبوط "هاكوتو- آر" التي لا تستهلك كميات وقود كبير وهو المدار نفسه الذي يسلكه المستكشف حالياً، وفق صحيفة "البيان" الحكومية.
ويبعد القمر عن الأرض بمسافة مقدرة بـ400 ألف كيلومتر، ولذلك فإن مركبة الهبوط "هاكوتو- آر" لا تعتمد على المسافة التي تقطعها يومياً، بقدر المسار الذي تتخذه، والمتمثل بالخروج من مدار كوكب الأرض للوصول إلى أبعد نقطة عن الكوكب، البالغة 1.4 مليون كيلومتر، حيث سيتم ذلك بحلول 20 يناير 2023، والتي تعتبر النقطة المحورية لإعادة توجيه المسار بطريقة صحيحة، كي يتم ما يشبه السقوط الحر نحو الجاذبية القمرية، والتي ستكون في مارس المقبل، ليبدأ لاحقاً الدخول في المدار القمري.
وتحدد هذه النقطة المحورية مدى نجاح المهمة وكفاءتها وهبوط المركبة على سطح القمر والموقع المحدد لذلك، وكذلك مرحلة الدخول في المدار حول القمر، والتي تتطلب تعديلاً في المسار، وصولاً إلى الهبوط على سطح القمر.
إذا كان الخطأ كبيراً في تحديد إحداثيات المسار بدقة، فإن ذلك قد يتسبب في فشل المهمة، فيما زودت شركة "آي سبيس" مالكة المركبة الفضائية "هاكوتو- آر" بكمية وقود كافية، تحسباً لأي تعديل بالمسار.
وتستخدم رحلة المركبة الفضائية طاقة تعتمد على قوة دفع صاروخ الإطلاق "فالكون 9"، والذي وضع مركبة الهبوط في مدار يسمح لها بالابتعاد مسافة 1.4 مليون كيلومتر.
وتشتمل المهمة على 7 مراحل أساسية، حيث تم النجاح في أول 4 منها، وهي الإطلاق، والتأكد من سلامة المركبة بشكل عام، والتأكد من سلامة الحمولة بالمركبة ومن ضمنها "المستكشف"، كذلك التأكد من قدرة أنظمة الدفع والتحكم بالمسار على المضي قدماً.