أكد ناشطون حقوقيون أن رحيل المدافعة الإماراتية عن حقوق الإنسان آلاء الصديق ترك فراغاً كبيراً، مؤكدين أن النشاط الاستثنائي الذي تميزت به، وشغفها في الدفاع عن حقوق الإنسان لا يمكن تعويضه بسهولة.
جاء ذلك خلال ندوة على "الإنترنت" نظمتها حملة "ساند معتقلي الإمارات" بمناسبة الذكرى الثانية لرحيل الصديق، سلط المشاركون الضوء على أبرز إسهاماتها، واستعرضوا جانباً من حياتها الشخصية والمعاناة التي مرت بها نتيجة لاعتقال والدها.
وانتقدت فلاح السيد، الباحثة الحقوقية في مجموعة "منّا" لحقوق الإنسان، الواقع الحقوقي في الإمارات، وقالت إن الإطار القانوني مصمَم لانتهاك حقوق الإنسان وقمع أي شكل من أشكال المعارضة.
وبينت السيد أن الإطار القانوني لعب دوراً كبيراً في المحنة التي عانت منها آلاء ووالدها المعتقل محمد الصديق، إذ أن تعريف الإرهاب في القانون الإماراتي يسمح باعتبار أي عمل "إرهابي"، كما أن قانون مكافحة الإرهاب الإماراتي يوفر أساساً قانونياً لاحتجاز الأفراد بعد انتهاء مدة عقوبتهم، وهو ما ينتهك المعايير الدولية والقانون الدولي لحقوق الإنسان.
كما أشارت السيد إلى حالة والد آلاء، الذي تعتقله الأجهزة الأمنية بأبوظبي رغم انتهاء مدة محكوميته منذ أكثر من عام، ولفتت الانتباه إلى القرار الأخير الذي صدر عن الفريق العامل المعني بالاحتجاز التعسفي، والذي اعتبر فيه احتجاز 12 إماراتياً من بينهم الصديق بأنه "تعسفي".
بدورها، أكدت الناشطة الإماراتية جنان المرزوقي، أن خبر وفاة آلاء هز المجتمع الحقوقي وخلق فراغاً لا يمكن أن يملأه أحد، وأظهر للجميع التأثير والفَرق الذي يمكن أن يصنعه فرد واحد فقط، مشيرة إلى آلاء ناضلت لعقد كامل بلا كلل أو ملل من أجل الإفراج عن والدها وبقية معتقلي الرأي في الإمارات.
من جهته، شدد الناشط الإماراتي أحمد الشيبة، أن الأثر الذي تركته آلاء الصديق لن يتوقف أبداً، مشيراً إلى أنها تميزت بالشجاعة والمنهجية العلمية المدعمة بالأدلة والحقائق، وهو ما جعل تأثيرها كبيراً.
وتطرق الشيبة إلى حجم الضغوط والانتهاكات الحقوقية الذي تعرضت لها الناشطة الإماراتية خلال حياتها، مشيراً إلى أن سحب الجنسية الإماراتية من آلاء وعائلتها هو فاجعة للمجتمع الإماراتي، حيث كانت نموذجاً مميزاً للشابة الإماراتية، وتنتمي إلى عائلة علمية معروفة.
وأشار الناشط السعودي يحيى عسيري، أن الصديق، كانت متعددة المواهب وقد سخّرتها للدفاع عن المظلومين، وأن عملها لم يقتصر على الدفاع عن حقوق الإنسان في الإمارات فقط بل امتد ليشمل كل القضايا الحقوقية في المنطقة العربية.
وأوضح عسيري، أن الصديق كان لها حضور بارز في كل الأماكن التي عملت بها بسبب النشاط الاستثنائي الذي تميزت به، لافتاً إلى أن إحياء ذكراها لا يكون بذكر محاسنها فقط بل بالتذكير في القضايا التي كانت تدافع عنها ومواصلة العمل عليها، وفقا لمركز مناصرة معتقلي الإمارات.