اعتذرت وزارة الخارجية البريطانية رسميا للأكاديمي ماثيو هيدجز عن تعاملها مع قضية اعتقاله وتعذيبه لاحقا من قبل أبوظبي، وفق ما ذكرت صحيفة "الغارديان" البريطانية اليوم الإثنين.

وفي رسالة وقعها أكبر مسؤول في وزارة الخارجية، وكيل الوزارة الدائم السير فيليب بارتون، أقر بالتأثير العميق للاعتقال على هيدجز والظلم الذي واجهه. وقد حصل هيدجز على 1500 جنيه إسترليني كتعويض رمزي.

وأشارت الصحيفة إلى أن أمين المظالم البرلماني كان قد أوصى بالاعتذار بعد أن قدم هيدجز شكوى.

وقال بارتون إن تعامل وزارة الخارجية مع اعتقال هيدجز لا يتماشى مع مبادئها التوجيهية بشأن كيفية البحث عن علامات التعذيب، لكنه أضاف أنه في الممارسة العملية أدى إلى نفس النتيجة كما لو تم اتباع المبادئ التوجيهية.

وأضاف أن وزارة الخارجية سعت بشكل عاجل مع المسؤولين الإماراتيين إلى مزيد من الزيارات القنصلية مع هيدجز على الرغم من أن القضية لم تتم إحالتها رسميا إلى مستشار حقوق الإنسان في الوزارة كما تشير المبادئ التوجيهية.

ورحب هيدجز بالاعتذار لكنه قال إنه من المحير أن الحكومة البريطانية لا تزال تريد مثل هذه العلاقات الوثيقة مع شريك خليجي أساء معاملة الشعب البريطاني.

وفي تقرير نشر الشهر الماضي، وجدت الأمانة العامة للتظلمات أنه في كل اجتماع مع مسؤول قنصلي في وزارة الخارجية، كان يحضر رجال إماراتيون يزعم أنهم مسؤولون عن تعذيب هيدجز، مما يجعل من المستحيل الحديث صراحةً بشأن سوء معاملته.

وتم اعتقال هيدجز في مايو 2018 في مطار دبي للاشتباه في كونه جاسوسا بريطانيا ثم أطلق سراحه بعد حملة إعلامية أدت إلى العفو عنه في نوفمبر 2018، بعد أن كان قد حكم عليه بالسجن مدى الحياة.

وفي رسالة الاعتذار الموصى بها، قال بارتون لهيدجز: " أدرك التأثير العميق لاحتجازك في الإمارات عليك والظلم الذي واجهته".

وأضاف: "بالنيابة عن وزارة الخارجية، أقر وأعتذر عن الفشل الذي حدده أمين المظالم، وعلى وجه التحديد أدرك أننا لم نتبع توجيهاتنا بشكل كامل بشأن التعذيب وسوء المعاملة، وأن هذا الفشل ترككم غير متأكدين مما إذا كان يمكن القيام بالمزيد نيابة عنكم".

وقال بارتون إنه يدرك أن "هذه كانت تجربة عاطفية ومؤلمة قد يكون لها تأثير طويل الأمد على حياتك".

وقد وافقت وزارة الخارجية سابقا على مراجعة توجيهاتها الداخلية بشأن الحالات التي توجد فيها مزاعم أو مخاوف بشأن التعذيب وسوء المعاملة، وتوفير التدريب الشخصي لجميع الموظفين القنصليين حول كيفية التعامل مع مثل هذه الاعتقالات.

ويعمل هيدجز حالياً جنبا إلى جنب مع منظمة "ردرس تروست" Redress Trust لمساعدة ضحايا آخرين للاعتقال غير المشروع في الخارج، بالإضافة إلى متابعة الإمارات في محاكم المملكة المتحدة للحصول على تعويض عن الاعتقال غير المشروع. وهو يعاني من اضطراب ما بعد الصدمة، وفقاً للغارديان.

وقال اليوم الإثنين: "يسعدني أن أتلقى اعتذارا من وزارة الخارجية. لقد كانت معركة للوصول إلى هذه المرحلة. إن اعتراف وزارة الخارجية والتعاون الدولي بالتعذيب والظلم الذي عانيت منه على يد دولة الإمارات هو لحظة فاصلة، ليس فقط بالنسبة لي ولعائلتي ولكن لجميع المواطنين البريطانيين".

ويرى هيدجز أن "هذا الاعتذار للأسف لا يغير حقيقة أنه لا يزال لدي سجل جنائي للتجسس نيابة عن الحكومة البريطانية. ادعاء كاذب دحضته جميع مستويات الحكومة البريطانية وقت اعتقالي، بما في ذلك أليكس يونجر، رئيس جهاز المخابرات السرية البريطانية، الذي قال إنه "لا يستطيع حقا أن يفهم كيف توصل شركاؤنا الإماراتيون إلى الاستنتاجات التي توصلوا إليها".

وفي الشهر الماضي، قال متحدث باسم الحكومة الإماراتية إن هيدجز أدين بالتجسس بعد "محاكمة عادلة وشفافة اعترف فيها بالتهم الموجهة إليه".

وأضاف أن "مزاعم هيدجز بسوء المعاملة كاذبة بشكل قاطع وتفتقر إلى أساس الأدلة. إن مزاعمه بتعرضه "للتعذيب" أثناء احتجازه في الإمارات غير صحيحة تماما ولا أساس لها على الإطلاق. لم يتم قبول أي من ادعاءات السيد هيدجز من قبل أي محكمة أو حكومة أو هيئة دولية.