جددت أبوظبي يوم الثلاثاء، استنكارها لعملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها حركة حماس وفصائل المقاومة في غزة، ووصفتها بـ"الجرائم البربرية والشنيعة"، في الوقت الذي طالبت الاحتلال الإسرائيلي بوقف العدوان المتواصل على غزة.

جاء ذلك في كلمة لريم الهاشمي وزيرة دولة لشؤون التعاون الدولي الإماراتية، في خلال جلسة مجلس الأمن الدولي بشأن الأوضاع في غزة.

وقالت الهاشمي في كلمتها: "نكرر أن الهجمات التي شنتها حماس في السابع من أكتوبر هي هجمات بربرية وشنيعة، ونطالبها بالإطلاق الفوري وغير المشروط لسراح الرهائن، لحقن الدماء وتجنيب جميع المدنيين المزيد من الويلات".

واستدركت قائلة: "إلا أننا نؤكد في الوقت ذاته أن جرائم حماس بحق المدنيين لا يمكن أن تبرر إطلاقاً سياسة العقاب الجماعي الإسرائيلية تجاه قطاع غزة، حيث يجب أن تحترم إسرائيل التزاماتها بموجب القانون الدولي الإنساني، وأن تضمن حماية المدنيين".

إدانات انتهاكات الاحتلال

وأكدت الهاشمي أن "مجلس الأمن تأخر وقت حرب 1967 في اعتماد قرار لوقف الحرب ما ساهم في انطلاق أطول احتلال عسكري مستمر إلى يومنا هذا، ولا يجب أن نكرر ذلك".

وأضافت "أكدنا منذ بداية الأزمة أن إسرائيل مطالبة بعدم استهداف المدنيين"، معتبرة أن الإنسانية تواجه اختبارا مفصليا.

وأكدت رفض الإمارات "أي محاولات لتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه، وإن تهجير الشعب الفلسطيني يهدد بنكبة جديدة".

وأشارت إلى أن العام الماضي شهد زيادة عدد القتلى في الضفة والإعلان عن إنشاء وحدات استيطانية جديدة وتهديدات بالضم واعتداءات مستمرة على مدن وقرى فلسطينية.

ولفتت إلى أن القدس شهدت هذا العام تحديدا تزايد اقتحامات المتطرفين وأعضاء الحكومة على المسجد الأقصى، موضحة أن قطاع غزة حبيس حصار فرض عليه منذ 17 عاما.

وقالت الهاشمي "في الوقت الذي يرزح فيه قطاع غزة تحت الحصار، والارتفاع الحاد في عدد القتلى بالضفة الغربية، وهجمات المستوطنين الذين استشرى عنفُهم ضد المدنيين الفلسطينيين، وما تشهده القدس من تزايد الاقتحامات للمسجد الأقصى المبارك، فإننا نؤمن بأن خلق بيئة يسودها السلام والاستقرار، يعتمد بالدرجة الأولى على وقف جميع الممارسات غير الشرعية، واتخاذ تدابير لبناء الثقة بين الأطراف، واستئناف عملية مفاوضات جدية وذات مصداقية".

جدل

وشهدت جلسة مجلس الأمن إدانة كبيرة للمجازر الإسرائيلية في قطاع غزة، في الوقت الذي أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن عملية طوفان الأقصى "لم تأت من فراغ".

وأوضح غوتيريش أن "الشعب الفلسطيني خضع على مدى 56 عاما للاحتلال الخانق"، لكنه أدان هجمات حركة حماس على دولة الاحتلال الإسرائيلي، يوم 7 أكتوبر الجاري.

وأثارت تصريحات غوتيريش حفيظة ممثلي الاحتلال الإسرائيلي، الذي طالبوه باستقالته من منصبه، واتهموه بالانحياز للفلسطينيين.

والإمارات والبحرين هما الدولتان العربيتان الوحيدتان اللتان أدانتا عملية حركة حماس بشكل صريح، بينما أدانت بعض الدول العربية ما أسمته "استهداف المدنيين من الجانبين".

والثلاثاء، هددت "ألوية الوعد الصادق" العراقية باستهداف القواعد الأمريكية في الإمارات والكويت، رداً على العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.

ولليوم الـ 18 يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي شن غارات مكثفة دمّرت أحياء بكاملها في غزة، وتسببت بسقوط 5791 شهيداً، بينهم 2360 طفلا و1292 سيدة و295 مسنا، وأصابت 16297 شخصا، وفقا لوزارة الصحة في القطاع.

وخلال الفترة ذاتها قتلت حركة حماس وفصائل المقاومة في غزة أكثر من 1400 إسرائيلي وأصابت 5132، وفقا لوزارة الصحة الإسرائيلية، كما أسرت ما يزيد على 200 إسرائيلي، بينهم عسكريون برتب رفيعة.