أحدث الأخبار
  • 02:16 . حاخام يهودي: قادة أبوظبي سيفتحون الحياة اليهودية في الخليج... المزيد
  • 07:50 . صحيفة إسرائيلية: أبوظبي امتنعت عن إدانة اعتراف نتنياهو بـ"أرض الصومال" حفاظاً على مصالحها... المزيد
  • 12:42 . استشهاد شابة فلسطينية وغرق وتطاير خيام نازحين في غزة جراء المنخفض الجوي... المزيد
  • 11:48 . نتنياهو يتوجه إلى الولايات المتحدة لبحث اتفاق غزة وضرب إيران... المزيد
  • 11:37 . كتاب "بينما كانت إسرائيل نائمة": أبوظبي كـ"درع إقليمي" في استراتيجية تل أبيب التي حطمها 7 أكتوبر... المزيد
  • 12:53 . عبدالخالق عبدالله يهاجم التحالف العربي بقيادة السعودية: انتهى عملياً في 2019... المزيد
  • 12:05 . بدون المطبعين الجدد.. 21 دولة عربية وإسلامية ترفض اعتراف نتنياهو بـ"أرض الصومال"... المزيد
  • 11:11 . الشارقة بطلاً لكأس السوبر للمرة الثالثة في تاريخه... المزيد
  • 10:12 . الإمارات: البعثة الأممية إلى الفاشر خطوة هامة لاستعادة وصول المساعدات... المزيد
  • 08:25 . الأرصاد يتوقع أمطاراً لمدة ثلاثة أيام على المناطق الشمالية والشرقية... المزيد
  • 07:47 . منخفض جوي ثالث يهدد بمفاقمة معاناة النازحين في غزة... المزيد
  • 12:44 . وزير الدفاع السعودي يدعو الانتقالي للانسحاب من حضرموت والمهرة و"تغليب الحكمة"... المزيد
  • 12:32 . بالتوازي مع جهود التحالف لخفض التصعيد باليمن.. قرقاش: الحوار أساس تجاوز "المرحلة الحرجة"... المزيد
  • 12:30 . الإمارات تستنكر استهداف مسجد أثناء صلاة الجمعة في مدينة حمص السورية... المزيد
  • 12:28 . الحكومة الصومالية: دولتنا واحدة والاعتراف الصهيوني باطل... المزيد
  • 12:12 . متحدث التحالف: إجراءات حازمة لمواجهة أي تصعيد عسكري يهدد استقرار اليمن... المزيد

البقر يذبح للبشر.. والبشر لمن؟!

الكـاتب : عبد الله العوضي
تاريخ الخبر: 24-10-2014

لو أسكنا خريطة العالم ليوم واحد فقط لراعت انتباهنا في معظم قارات العالم ظاهرة لا يمكن التغافل عنها والبعد الكارثي من ورائها، ففي كل البقع الساخنة والباردة يذبح البشر بدم بارد، ولو ذبح البقر أو أي حيوان آخر بتلك البرودة وعدم المبالاة للقي ذلك استنكاراً واستهجاناً.

بل قد يذبح الحيوان بطريقة واحدة في حين أن ما يدور في حارات المجتمعات المفتوحة على كل أنواع الذبح للإنسان البريء وغيره، أمر مختلف.

فإذا استثنينا الحروب التي دارت رحاها على مدى تاريخ الإنسانية ولأسباب متعددة والملايين التي ذهبت ضحية لأطماع البشر في التسيد أو التمدد على حساب الآخرين وإن كان الذبح أو القتل هو الوسيلة المتاحة، إلا أن ما يحدث اليوم من خارج الحروب المعروفة، أدخلت إليها وسائل فكرية وأيديولوجية مفخخة داخل الإنسان قبل أن يتحول ذلك إلى عملية انتحارية في تفخيخ مركبة أو حتى أي حيوان سائب يكون وسيلة سهلة لقتل الإنسان أينما وجد في الشارع العام أو في منزله الذي يفترض أن يكون آمناً فإذا لم يكن كذلك فإلى أين المفر؟

عندما يكون الإنسان هو ضحية هذه الفوضى في القتل عن عمد وسبق إصرار تحت يافطات دينية وطائفية وعرقية ولّدت ظاهرة القتل والقتل المضاد وبصورة يومية لا تغفل عنها عين تطرف، دون أي تمييز بين طفل وكهل، في حالة من التسيب والاستسهال لم يعرف ذلك من قبل.

فالذي يقلب صفحات الليل والنهار على هذه الأحداث المؤسفة يخشى على نفسه أن يكون الضحية التالية، خاصة في البلدان التي انقطع فيها حبل الأمن والأمان منذ سنوات، وهي التي تريد استعادة ذلك من بين براثن الإرهاب والتطرف الذي لم يولّد إلا مزيداً من التفجيرات والفخاخ والعمليات الانتحارية التي تستغل حتى براءة الأطفال في تنفيذها باسم الاستشهاد ودخول الجنة بسلام.

لقد ارتكبت في التاريخ البشري فظاعات ومجازر يندى لها الجبين ولكن الذي يحدث اليوم مختلف لأن هدف زعزعة الاستقرار في المجتمعات الآمنة أصبح وراء ذلك ومن ثم قلب الأوضاع لصالح فئات وجماعات وتنظيمات تريد أن تعتاش على دماء البشر الذين لا ناقة لهم ولا جمل في مثل هذه التفجيرات وإن كانوا وقوداً لإشعال الحروب الأهلية التي لم تصل بأي مجتمع إلى بر الأمان.

والسبب أن الفكر الذي يستسهل سفك الدماء للوصول إلى غايته لا يمكن أن يكون وسيلة لنيل الإنسان العادي حقه في العيش بدل فرض الموت عليه لمجرد أن هناك فئة لا يعجبها ما هو سائر في العالم وتريد تسيير أهوائها وهوسها وتشنجاتها على الناس ولو على حساب حياتهم.

ويستشعر المرء من خلال أدبيات وسائل الإعلام الحديثة وعلى مدار الساعة عن أنباء التصفيات الجسدية والاغتيالات وتفجير المركبات والأبنية وغيرها بحال من الهلع العام، وكأن العالم كله مستهدف لشريحة كارهة لرائحة الحياة ومغرمة برائحة الموت التي لا يمكن أن تكون البديل لعودة الأمور إلى طبيعتها.

إن جدلية التخلص من البشر والمبالغة في ذلك بشتى الوسائل من أجل تحقيق أغراض مدفونة في النفوس التي تبغض الحياة التي تدب في كل شيء وليس في الإنسان فقط، جزء من عملية غسيل مبرمجة لطمس صفة الإنسانية من مكامن الإنسان وهو الجوهر الثمين الذي بمقدوره إعادة الميزان المعوج لصالحه وهو وظيفته الأسمى في خلافة الأرض أي إدارتها بتعميرها وليس بتدمير ما يدب عليها.

إن ما يجري في بعض بقاع العالم وخاصة في بؤر الاضطرابات من قتل منهجي لأكرم جنس في الوجود أمر خارج نطاق الدائرة الإنسانية، فإذا حدث ذلك الفعل في الغابات قد يكون مبرراً، أما في قلب الحضارات حيث العقل والوعي والبصيرة تصاحب الإنسان فلا ينبغي أن يتساوى ذبح البقر بذبح البشر.