طالب مئات المتظاهرين بسرعة وقف إطلاق النار في غزة خلال مسيرة مطالبة بالعدالة المناخية، هي الأكبر التي تُنظّم خلال مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ (كوب 28) المنعقد في دبي، والأولى في البلاد منذ سنوات، في ظل تفشي القمع وتقييد حرية التعبير.
وسار متظاهرون من جنسيات عديدة في المنطقة الزرقاء الخاضعة لإشراف الأمم المتحدة في مقرّ المؤتمر في مدينة "إكسبو دبي"، ويحملون لافتات كتبت عليها شعارات بيئية وأخرى مؤيدة للقضية الفلسطينية في آن واحد.
وحمل المتظاهرون لافتات تطالب بـ"وقف إطلاق النار الآن" و"إعادة الأرض" و"حقّ العودة" وقد زُينت بألوان العلم الفلسطيني، علمًا أن الأمم المتحدة تمنع رفع الأعلام أو ترداد اسم دولة معيّنة خلال التظاهرات المناخية.
وردّد المتظاهرون هتافات بينها "ماذا نريد؟ العدالة المناخية. متى نريدها؟ الآن" وقطعتها صرخات دعت إلى "وقف إطلاق النار الآن" و"إنهاء الاحتلال"، بدون تسمية الاحتلال الإسرائيلي أو غزة بشكل مباشر.
ومنذ افتتاح أعمال المؤتمر في 30 نوفمبر، نُظمّت تظاهرات عدة، لكن مسيرة أمس السبت، كانت الأكبر من حيث عدد المشاركين.
وتجمّع المحتجّون على اختلاف انتماءاتهم في ساحة ووقفوا دقيقة صمت عن أرواح الشهداء الفلسطينيين الذين سقطوا بنيران الاحتلال في غزة قبل أن يعرضوا قطعة قماش كُتبت عليها أسماء عشرات الشهداء الفلسطينيين وخصوصا أسماء عائلات أبيدت في الحرب الإسرائيلية على غزة.
وأدت مجموعة من السكان الأميركيين الأصليين رقصتهم التقليدية بملابسهم الملوّنة فيما لفوا الكوفيات الفلسطينية حول أكتافهم وحول آلاتهم الموسيقية.
وأكدت واحدة منهم تُدعى إيزابيلا لوبيز (25 عامًا) وهي ناشطة أميركية مكسيكية لفرانس برس، أن "المعركة نفسها، إنه الأمر نفسه، الاستعمار، الإبادة الجماعية... يأخذون ما هو حق لنا، حقنا في مواردنا، يأخذون أرضنا، وتنوعنا البيولوجي... ثم يستخدمونه لأنفسهم ولصالحهم لجعل أنفسهم أكثر ثراءً".
من جانبها، أكدت الأميركية الأصلية كلير شارلو وهي من بين منظّمي المسيرة، "أنا هنا لأدافع عن كل مظلوم وأشعر بكل من يتعرض لإبادة جماعية الآن، لأننا تعرّضنا لذلك في الولايات المتحدة عام 1492".
وقال المدير العام للمشاريع والعلاقات الدولية في سلطة البيئة الفلسطينية أحمد أبو ظاهر من على منصة مؤتمر المناخ السبت "دولة فلسطين متضررة من آثار تضرر المناخ سواء كانت بيئية أو اقتصادية أو اجتماعية... وأصبحت أكثر هشاشة بوجود الاحتلال ومستوطنيه وحروبه المستمرة والتي ما زلنا نشهدها حتى اللحظة من حرب همجية وابادة جماعية لأهلنا في قطاع غزة".
كذلك أكد رئيس هيئة البيئة العمانية عبدالله العامري "لا يستقيم الحفاظ على جهود البيئة في حين يتعرض الإنسان للقتل الجماعي في غزة تحت القصف الاسرائيلي الغاشم وعلى مرأى ومسمع من الجميع".