12:56 . شباب الأهلي يهزم الريان القطري ويتوج بدرع التحدي... المزيد |
12:55 . بعد الانتصارات الأخيرة.. واشنطن تفرض عقوبات على قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان... المزيد |
12:54 . رئيس الدولة يعيّن وليد العوضي رئيساً تنفيذياً لهيئة الأوراق المالية والسلع... المزيد |
09:25 . طعن الممثل الهندي سيف علي خان من قبل شخص اقتحم منزله... المزيد |
07:47 . رئيس وزراء قطر يصل دمشق في أول زيارة بعد سقوط نظام الأسد... المزيد |
07:01 . كيف سيتم تبادل الأسرى بعد اتفاق وقف إطلاق النار بغزة؟... المزيد |
06:55 . السيسي يصل أبوظبي في زيارة عمل... المزيد |
06:34 . محمد بن راشد يكرم الفائزين بجائزة نوابغ العرب... المزيد |
04:37 . رداً على ادعاءات نتنياهو.. حماس تؤكد التزامها باتفاق وقف إطلاق النار... المزيد |
04:22 . قطر: فرق تنفيذية ستبدأ عملها اليوم لبحث تفاصيل الاتفاق... المزيد |
12:30 . روسيا وأوكرانيا تتبادلان 50 أسير حرب بوساطة إماراتية... المزيد |
12:24 . أسرة القرضاوي تقول إنه تعرض للتعذيب في أبوظبي... المزيد |
12:15 . "الإمارات للألمنيوم" تستكمل إنشاءات التوسع في "سبيكترو ألويز" الأمريكية... المزيد |
11:47 . الاحتفالات تنطلق في عدة دول بـ"انتصار المقاومة" في غزة... المزيد |
01:53 . الهلال السعودي يقدم عرضاً خرافياً لمحمد صلاح... المزيد |
01:37 . الإمارات ترحّب بإعلان وقف إطلاق النار في غزة... المزيد |
أصبح "عبدالرحمن القرضاوي" الكاتب والشاعر المصري ونجل الدكتور الراحل يوسف القرضاوي، في قبضة أبوظبي بعد أن تم ترحيله من لبنان على متن طائرة خاصة لصالح المخابرات الإماراتية. لم يُسلم إلى دولته الأم مصر، أو تركيا التي يحمل جنسيتها؛ في قمع عابر للحدود لمواطنين غير إماراتيين.
يصرّ جهاز أمن الدولة التابع لأبوظبي على إحراج الإمارات خارجياً، والتسبب بإحراج للدول العربية والحكومات، وتضيف قضية أخرى لتاريخ من السياسات الخاطئة. ويبدو أن أبوظبي تريد تعليق دعاية سيئة أن لها يد طولى في الدول العربية لملاحقة من تراه سيئاً، واستخدامه لإخافة الإماراتيين، فبعد يوم من إعلان التسليم، أعلنت السلطات عن إضافة 19 شخصاً وكياناً في قوائم الإرهاب، معظمهم من الناشطين الحقوقيين والمعارضين الإماراتيين الموجودين خارج البلاد.
ولأن جهاز أمن الدولة (المخابرات) لا يستطيع الوصول إلى المعارضين والمنتقدين بطرق قانونية فإنه يوسع عملياته السوداء بطرق غير قانونية. يناقش هذا التقرير القضايا التي ارتبطت بمطاردة المعارضين والمنتقدين خارج الحدود.
عبدالرحمن بن صبيح
في ديسمبر 2015 اختطفت أبوظبي الداعية عبدالرحمن بن صبيح، وهو مسؤول سابق ورجل إغاثة. تمت العملية في جنح الظلام بدفع رشاوى لأجهزة الأمن في الدولة الآسيوية ونقله إلى أبوظبي.
جرى اختطافه ونقله من العاصمة الإندونيسية جاكرتا بينما يسعى للحصول على صفة لاجئ سياسي، بعدما أصدرت محكمة أمن الدولة عليه حكماً بالسجن 15 عاماً في قضية وصفتها منظمات حقوق الإنسان بالجائرة وذات الدوافع السياسية ضمن القضية التي عُرفت إعلامياً بـ"الإمارات94".
لم تعلق السلطات رسمياً على اختطافه، وأكدت منظمات حقوقية تعرضه للتعذيب بعد نقله لأبوظبي، وقد تم إعادة محاكمته وحُكم عليه بالسجن 10 سنوات. ثم خرج لاحقاً من السجن وفق صفقة مع جهاز أمن الدولة لنفي اختطافه بعد تأثر صورة الإمارات الخارجية.
عبدالرحمن بن صبيح - أرشيفية
خلف الرميثي
بعد ذلك بسنوات، في مايو 2023 اختطفت أبوظبي الدكتور الإماراتي خلف الرميثي، الذي يحمل الجنسية التركية، خلال زيارته إلى الأردن. اختفى الرميثي بعد إحالته للمحكمة للنظر في مذكرة التوقيف الإماراتية، بعد أيام جرى التحقق أنه نقل بعملية سوداء لجهاز أمن الدولة إلى أبوظبي.
وعلى الرغم من دخول "الرميثي" الأراضي الأردنية بجواز السفر التركي إلا أن السلطات الأردنية أوقفته، وسلمته لأبوظبي في انتهاك للقوانين والاتفاقات الإقليمية والدولية.
في عام 2013، كان الرميثي من بين 61 شخصا أدينوا في المحاكمة. وحكم عليه بالسجن لمدة 15 عاما، لكنه لم يكن في الإمارات عندما تم الإعلان عن الحكم، فقد فر إلى تركيا وقيل إنه صدم لأنه حوصر في القضية. شغل الرميثي منصب الوكيل المساعد في دائرة الأشغال العامة في أبوظبي ثم عمل في بلاط صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، ولي عهد أبوظبي آنذاك، حيث كان مسؤولاً عن المرضى الإماراتيين الذين يسعون للعلاج الطبي في الخارج.
وفي يوليو 2024 جرى الحكم ببراءته من الاتهامات ضمن قضية الإمارات 84.
خلف الرميثي
عبدالرحمن القرضاوي
الأمر ذاته في ما يتعلق بتسليم عبدالرحمن القرضاوي، حيث قررت حكومة تصريف الأعمال اللبنانية تسليمه لأبوظبي عقب نحو 10 أيام من إيقافه في طريق عودته من سوريا إلى لبنان عبر معبر المصنع الحدودي بجواز سفره التركي.
وسرّعت بيروت تسليمه قبل إعلان رئيس جمهورية جديد للبلاد، وهو ما حدث بالفعل، بتسليمه قبل يوم واحد من إعلان الرئيس "جوزيف عون" على الرغم من وجود مذكرة توقيف مصرية (بلده الأصلي) إلا أن المسؤولين في لبنان فضلوا تسليمه لأبوظبي.
وأدانت 24 منظمة حقوقية مصرية وعربية ودولية وأحزاب وأشخاص احتجاز السلطات اللبنانية للقرضاوي مطالبين بالإفراج الفوري عنه، واعتبروا، في عريضة، هذا الإجراء "مثالًا صارخًا على ممارسات القمع العابرة للحدود، التي تُستخدم بشكل منهجي لإسكات الأصوات المعارضة والمدافعين عن حقوق الإنسان خارج حدود بلدانهم".
وأضافت العريضة أن احتجاز القرضاوي "يمثل استغلالًا غير مشروع للاتفاقيات الأمنية الدولية لتصفية الحسابات السياسية مع المعارضين، ويُظهر توجهًا خطيرًا نحو توظيف التعاون الأمني الدولي كأداة لقمع الحريات الأساسية، وتقييد حق الأفراد في التعبير عن آرائهم".
وقال بيان رسمي أوردته وكالة أنباء الإمارات (وام) إن أبوظبي تسلمت عبدالرحمن القرضاوي من لبنان. وأن الخطوة جاءت "بناءً على تقديم طلب تسليم من السلطة المركزية بدولة الإمارات المتمثلة بوزارة العدل إلى السلطة المركزية بجمهورية لبنان وفقًا لمبدأ المعاملة بالمثل".
وأضاف البيان أن القرضاوي متهم بارتكاب أعمال "من شأنها إثارة وتكدير الأمن العام".
عبدالرحمن القرضاوي لدى زيارته لسوريا الشهر الماضي عقب نجاح الثورة السورية
محاولة فاشلة
في عام 2018، جرى توقيف الدكتور محمد محسوب، وهو وزير مصري سابق في حكومة محمد مرسي، في إيطاليا، بناءً على مذكرة من "الانتربول"، لكن جرى الإفراج عنه لاحقاً بسبب جنسيته الأخرى الإيطالية.
بالتزامن مع قضية "عبدالرحمن القرضاوي" كشف "محسوب" أن الإمارات كانت وراء توقيفه.
وقال محسوب: اليوم، لا تتوقف القيادة الحالية للإمارات الشقيقة على تبني سياسة غير حكيمة في مواجهة ثورات الربيع العربي، التي لو فكروا بعقل وحكمة لأدركوا أنها ستكون طوق نجاة للمنطقة مما يعصف بها.
الدكتور المصري محمد محسوب - أرشيفية
سياسات خاطئة
لا تكتفي أبوظبي بمطاردة الناشطين الحقوقيين والمعارضين الإماراتيين، بل إن توسيع نطاق الملاحقة بعمليات سوداء غير قانونية ليشمل العرب والمنتقدين الأجانب يسيء للإمارات وتاريخ من الدبلوماسية الناعمة في الوطن العربي والعالم خطه الآباء المؤسسون، ويجعل صورتها أكثر سوءاً باعتبارها تفتح الطريق لإسقاط الاعتبارات القانونية والإنسانية من الاتفاقات بين الدول والمعاهدات الدولية.
إن استلام "عبدالرحمن القرضاوي" يضاف إلى تاريخ مستمر منذ عقد ونصف من السياسات الخاطئة التي تحتاج إلى مراجعة سريعة، وتغليب الحكمة الوطنية التي كانت لدى المؤسسين للدولة، فعداء شعوب المنطقة يزيد عزلة الدولة وسط محيطها العربي والإسلامي، والاعتماد على الطرق غير الشريعة يُسقط صورة الإمارات لعقود قادمة.