أعلنت المغرب مؤخراً عن توقيع اتفاقيات في قطاعات تحلية المياه والطاقة المتجددة ونقل الكهرباء مع تحالف تتصدره شركة تابعة لأبوظبي، بصفقة تتجاوز 14 مليار دولار أمريكي، وهي أعلى صفقة إماراتية في المغرب.

وجاءت الصفقة في توقيت تعيش فيه العلاقات الإماراتية الجزائرية أزمة حادة، وسط ترقب أن تزيد من حدة التوتر بين البلدين، إذ يمتد المشروع من الصحراء الغربية المتنازع عليها مع الجزائر إلى الدار البيضاء.

ويوم الإثنين، أعلنت شركة طاقة المغرب، التابعة لمجموعة طاقة الإماراتية، أن إجمالي قيمة الاستثمارات بموجب الاتفاقيات تبلغ 130 مليار درهم (14.05 مليار دولار). وتم تعليق تداول أسهم طاقة المغرب في بورصة الدار البيضاء في وقت سابق انتظارا لهذا الإعلان.

وبحسب موقع " moroccoworldnews" المغربي، فإن هذا الاتفاق يربط بين الأمن المائي، وإتقان الطاقة المتجددة، والسيادة الصناعية، ويربط مستقبل المغرب بخط سريع للكهرباء بطول 1400 كيلومتر، وأربع محطات لتحلية المياه، و25000 فرصة بقيمة 14 مليار دولار.

ويدخل في إطار المشروع المكتب الوطني للكهرباء ومياه الشرب في المغرب وصندوق محمد السادس للاستثمار وشركتي طاقة المغرب، التابعة لشركة أبوظبي الوطنية للطاقة (طاقة)، وشركة ناريفا.

تأجيج الأزمة

ويمكن لهذه الصفقة أن تفاقم الأزمة بين أبوظبي والجزائر، والتي عاقتهما توتراً ملحوظاً خلال السنوات الأخيرة، على خلفية تباين حاد في المواقف تجاه عدد من القضايا الإقليمية، أبرزها قضية الصحراء الغربية التي تُمثّل محوراً حساساً في السياسة الخارجية الجزائرية.

ففي حين تُؤكد الجزائر دعمها المبدئي لـ"حق تقرير المصير للشعب الصحراوي"، وتحتضن قيادة جبهة البوليساريو، تتجه أبوظبي بشكل واضح إلى دعم موقف المغرب، معتبرة أن مقترح الحكم الذاتي الذي يطرحه الرباط هو "الأكثر واقعية وجدّية".

وكانت أبوظبي قد اتخذت في نوفمبر 2020 خطوة رمزية أثارت استياء الجزائر، حين افتتحت قنصلية عامة لها في مدينة العيون الواقعة في الصحراء الغربية، لتكون بذلك أول دولة خليجية تقدم على هذه الخطوة، والتي عدّتها الجزائر بمثابة اصطفاف سياسي ضدها.

ويُضاف إلى هذا التوتر، رفض الجزائر للتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي والذي وقعته المغرب أواخر 2020، بدفع كبير من أبوظبي.

ورغم أن الجزائر لم تصدر ردود فعل رسمية مباشرة تجاه هذه الخطوة، فإن الخطاب الإعلامي المحلي، خصوصاً في وسائل إعلام شبه رسمية، بات أكثر انتقاداً للدور الإماراتي في المنطقة، مع اتهامات صريحة لأبوظبي بمحاولة "ترجيح كفة الرباط إقليمياً" وعزل الجزائر دبلوماسياً.

ومطلع مايو الجاري، تفاقمت التوترات عندما ظهر المؤرخ الجزائري المثير للجدل محمد الأمين بلغيث، على قناة سكاي نيوز عربية المموّلة من أبوظبي، والذي نفى وجود هوية "أمازيغية" للجزائر، ليطلق الجزائريون عقب ذلك، على رأسهم التلفزيون الرسمي، هجوماً لاذعاً على قادة الإمارات، وصفهم خلاله بـ"اللقطاء وفاقدي الشرف والأقزام".

اقرأ أيضاً:

من الخلافات السياسية إلى الإهانات العلنية.. القصة الكاملة للأزمة الجزائرية الإماراتية

بين الشعر والأخلاق والسياسة.. الهجوم الإعلامي الجزائري ضد الإمارات يُثير عاصفة من الردود اللاذعة

وسط أزمة دبلوماسية متصاعدة.. التلفزيون الجزائري يهاجم قادة الإمارات