الإمارات 71
أثار إعفاء
الأمير بند بن سلطان رئيس الاستخبارات السعودية تكهنات الصحف الغربية عموما،
والبريطانية على وجه الخصوص، ودخلت في مزاد من التكهنات حول سبب الإعفاء المفاجئ،
شأنها شأن المراقبين الإعلاميين حول العالم. فقضية كهذه، تثير اهتمام المراقبين
والسياسيين.
صحيفة "اندبندنت" زعمت أن
الإعلان عن تعيين يوسف الإدريسي، مديرا للإستخبارات السعودية بدلا من الأمير "المؤثر"
والسفير السابق في واشنطن بندر بن سلطان؛ بناء على طلب الأخير، دليل على فشل
الأمير في إدارة الملف السوري، حيث سحب منه الملف وسلم للأمير محمد بن نايف، وزير
الداخلية، وسط أزمة تمر بها القوى المعارضة للنظام السوري، حسب تكهنات إعلامية
للصحيفة.
ويقول
باتريك كوكبيرن أن القرار يعكس حالة من الإحباط داخل أكبر داعم للثورة السورية من
وضع المقاومة ضد النظام السوري لبشار الأسد.
وقال
كوكبيرن إن الإعلان الملكي "بإعفاء الأمير بندر، الذي ظل طوال 22 عاما السفير
السعودي المؤثر في واشنطن، جاء بطلب الأخير من منصبه، وعُيّن في منصبه منذ عام
2012 نائبه يوسف الإدريسي كمدير للمخابرات العامة".
ويقول
الكاتب إن "الخبراء الغربيين في السعودية تحدثوا وبأكثر من رواية عن
مرض الأمير الحقيقي، أو أنه فقد مصداقيته بسبب فشل المقاتلين السوريين بتحقيق تقدم
ضد نظام بشار الاسد. وما يبدو واضحا مع ذلك أن سياساته لتمويل المعارضة فشلت في
تحقيق تقدم أو أُثر"، والتقدير للصحيفة البريطانية.
ويمضي كوكبيرن للقول "في الوقت
الذي لا تزال فيه سوريا على قائمة أولويات السياسة الخارجية السعودية، إلا أن هناك
الكثير من المعوقات التي حرفت الأنظار عنها في العام الماضي والمتعلقة بالاضطرابات
التي تمر بها المنطقة العربية والتي بدأت في عام 2011.
وحسب رؤية الصحيفة، تقول:" وتواجه
السعودية حكومات معادية في سوريا وإيران والعراق حيث اتهم رئيس حكومة الأخيرة كلا
من السعودية وقطر بتمويل الهجمات الإرهابية التي تنفذ في العراق".
وفي
اليمن لا تتمتع السعودية بشعبية واسعة، فلطالما حنقت صنعاء على جارتها الشمالية،
التي تقوم بترحيل عشرات الآلاف من العمالة اليمنية. وتعاني من اضطرابات في العلاقة
مع جارتها القطرية التي سحبت سفيرها منها، وتنتقد الرياض عمان لعلاقاتها القريبة
من إيران.
وتضيف الصحيفة البريطانية واسعة
الانتشار والسمعة الدولية، "وتقوم الحكومة بملاحقة أي نوع من أنواع النشاط
السياسي خاصة من الإخوان المسلمين، الجماعة التي صنفتها كجماعة إرهابية، وكذا
نشاطات الجماعات الشيعية، وهو ما يراه الكثير من الناشطين حالة إعلان طواريء غير
معلنة. وبحسب التشريعات الجديدة فالجرائم الإرهابية هي أي عمل يشوش النظام العام،
ويهز المجتمع أو يعرض الأمن القومي للخطر أو يعوق نظام الحكم أو يشوه سمعة
البلد". كما ترى الاندبندنت.
وفي
هذا السياق تؤكد الصحيفة، كان الأمير بندر واضحا في نقده للولايات المتحدة في وقت
عبر فيه وزير الخارجية جون كيري عن غضبه من دعم الأمير بندر للجماعات الجهادية
المتطرفة في سوريا.
ويقول الكاتب إن لقاء بين أوباما
والملك عبدالله في 28 آذار/ مارس الماضي استمر لمدة ساعتين- وهو الأول منذ عام 2009
– لم ينجح في ترطيب الأجواء، وفق تقييمات صحيفة الاندبندنت الإعلامية.