أحدث الأخبار
  • 07:38 . مظاهرة مناصرة لغزة أمام جامعة "سوربون" في باريس... المزيد
  • 07:01 . بوريل: دول أوروبية ستعترف بالدولة الفلسطينية الشهر القادم... المزيد
  • 06:12 . رغم الحرب.. الإمارات وأوكرانيا تنجزان مفاوضات اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة... المزيد
  • 12:27 . انطلاق معرض أبوظبي الدولي للكتاب في دورته الـ 33... المزيد
  • 11:17 . النفط يتراجع مع استمرار محادثات وقف إطلاق النار في غزة... المزيد
  • 11:10 . توقعات بارتفاع أسعار البنزين في الإمارات خلال مايو بسبب الصراع "الإسرائيلي الإيراني"... المزيد
  • 10:50 . مانشستر سيتي يواصل مطاردة أرسنال بثنائية في مرمى نوتينجهام... المزيد
  • 10:43 . وزير الخارجية الأمريكي يصل السعودية لبحث الحرب على غزة... المزيد
  • 10:16 . لوموند: فرنسا تخفض صادرات أسلحتها لـ"إسرائيل" لأدنى حد... المزيد
  • 12:10 . مباحثات كويتية عراقية حول دعم العلاقات والأوضاع في غزة... المزيد
  • 09:04 . وزير إسرائيلي يهدد بإسقاط حكومة نتنياهو إذا منع وزراء فيها صفقة مع حماس... المزيد
  • 08:21 . أرسنال يعزز صدارته للدوري الإنجليزي بفوز مثير على توتنهام... المزيد
  • 07:24 . على خلفية المظاهرات المناصرة لغزة.. عبدالله بن زايد يذكِّر الأوروبيين: لقد حذرتكم من الإسلاميين... المزيد
  • 07:17 . وزير الخارجية البحريني يصل دمشق في أول زيارة منذ الثورة السورية... المزيد
  • 07:11 . اجتماع عربي إسلامي في الرياض يطالب بعقوبات فاعلة على الاحتلال الإسرائيلي... المزيد
  • 12:16 . "الأرصاد" يحذر من تأثر الدولة بمنخفض جوي خفيف اعتباراً من الثلاثاء... المزيد

التأثير الإقليمي لزعامة الملك سلمان

وكالات – الإمارات 71
تاريخ الخبر: 29-01-2015

منذ أن تولّى الملك عبدالله العرش في العام 2005، قاد سياسة خارجية نشطة في المملكة، إذ أحيا التدخّل السعودي في شؤون البلدان العربية الأخرى، وواجه إيران ذات النفوذ المتزايد. والعاهل السعودي الجديد سلمان، الذي يُعتبَر محافظاً أكثر بكثير من أخيه الراحل، هو واحد من "السديريين السبعة" – وهم إخوة عبدالله غير الأشقاء الذين حاول إضعافهم سياسيّاً سعياً منه إلى توطيد السلطة في صفوف أبنائه.

 ولأن حالة سلمان الصحية سيئة، غالباً ما اعتُبِرَت آفاقه ضئيلةً في قيادة المملكة، الأمر الذي أفسح المجال أمام عبدالله لتعيين أخيه غير الشقيق والأصغر سنّاً الأمير مقرن، الذي يُنظَر إليه على نطاق واسع على أنه مرشّح محايد، كنائب ولي العهد. ومع أنه كان من الممكن أن تنتقل الخلافة مباشرة إلى مقرن عوضاً عن سلمان بسبب حالة الأخير الصحية، إلا أن سلمان يحظى بدعم سلالة السديريين، التي أصرّت على تولّيه العرش، لأن ذلك يتيح لها الوصول إلى السلطة عبر السماح لها بتعيين نائب ولي العهد.

حقّق السديريون هدفهم. فولي  ولي العهد الجديد، وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف، هو ابن أحد السديريين. وقد سلّمه الملك عبدالله الملف السوري في العام 2014، بعد فشل الاستراتيجية السورية التي اتّبعها الأمير بندر بن سلطان حتى ذلك الحين، والتي ركّزت على دعم الجهاديين في محاولةٍ لإطاحة بشار الأسد. وقد تعزّزت حظوظ بن نايف في 

أن يصبح ولي ولي العهد بفضل مكانته الرفيعة وشعبيته في صفوف العديد من القبائل السعودية.
اتخذ بن نايف خطوات جريئة بصفته واضع الاستراتيجية حول سورية. ونظراً إلى أنه ترأّس برامج المملكة المعنية بمكافحة التطرف وإعادة تأهيل الإرهابيين، يعمل بن نايف على إظهار المملكة على أنها رائدة في مكافحة الإرهاب، ولاسيما في ضوء انخراط آلاف المواطنين السعوديين في حرب سورية راهناً، والذين قد تشكّل عودتهم إلى المملكة تحدّياً بارزاً لأمن الخليج.
كما أنه قاد الدعم المتزايد للجبهة الجنوبية في الجيش السوري الحر على حساب دعم الائتلاف الوطني السوري في الخارج. وهذا التغيّر الأخير في التوجّه يُحتمَل أن يثمر عن نتائج للسعودية أكثر مما أثمرت مساعي الأمير بندر السابقة. وبالتالي، إن حلاً سعودياً للأزمة السورية يعني تشكيل حكومة انتقالية سورية تتمتّع بالمصداقية على الأرض، وتستجيب في الوقت نفسه للمصالح السعودية. والواقع أن بن نايف يغازل الولايات المتحدة للحصول على دعمها في هذا الإطار، كما يعمل على تحسين العلاقات الأميركية-السعودية بعد أن شهدت فترة من التراجع النسبي. وهذا ترجم نفسه في تحوّل المملكة إلى الشريك العربي الأهم في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لمقارعة الدولة الإسلامية.
محمد بن نايف هو براغماتي أيضاً.
فعلى الرغم من عدم ثقة السعودية بطهران، أدركت المملكة أن نفوذ إيران في المنطقة واقعٌ لايمكن إلغاؤه بسهولة. وقد دفعها هذا الأمر إلى التصرّف ببراغماتية في العراق واليمن، إذ دعمت تغيير الحكومة في العراق (بانتقالها من رئيس الوزراء السابق المالكي، إلى رئيس الوزراء الحالي العبادي) بمباركة إيرانية، وأبقت قنوات التواصل مفتوحةً مع حلفاء إيران الحوثيين في اليمن، على الرغم من الإدانة العلنية لاستيلاء الحوثيين على صنعاء. هذا ومن المرجّح أن يؤدّي استمرار صعود تنظيم الدولة الإسلامية في سورية كعدو مشترك للسعودية وإيران، إلى دَفْع الرياض إلى التوصّل إلى تسويةٍ ما مع طهران مستقبلاً.
وهذا الأمر سيكون له تأثير مهدِّئ على بلدان مثل لبنان، حيث المأزق السياسي الحالي يُعتبَر حصيلةً ثانويةً للتنافس السعودي-الإيراني. وهكذا، نظراً إلى وضع الملك سلمان الصحي وحياد الأمير مقرن، أصبح جلياً أن محمد بن نايف، وهو القوة الأساسية وراء التغييرات الأخيرة في السياسة السعودية، هو مَن سيحدّد الخطوات التالية للمملكة العربية السعودية في الشرق الأوسط.
إذن، يُعَدّ انتقال الخلافة السعودية الآن من الملك عبدالله إلى سلمان أمراً مهماً، لا بسبب ماقد يقوم به سلمان أو مقرن، بل نظراً إلى مَن سيرسم ملامح السياسة الخارجية السعودية. ويمكننا أن نتوقّع أن تواصل السعودية المضيّ بالنهج نفسه الذي اتّبعته في العام الفائت، إلا أنها ستكون قادرة الآن على التحلّي بجرأة أكبر بما أن بن نايف استطاع أن يجعل نفوذه رسمياً.