بثّت قناة "مكمّلين" الفضائية مساء السبت (7|2) تسريبا جديدا منسوبا لعبد الفتاح السيسي عندما كان وزيرا للدفاع قبل أيام من ترشحه لرئاسة الجمهورية. وكشف التسريب حوارا دار بين السيسي ومدير مكتبه آنذاك عباس كامل وعضو المجلس العسكري محمود حجازي. وقد وصف الحوار دول الخليج بأنها "أنصاف دول" تمتلك مبالغ ضخمة، كما سخر من قادة دول الإمارات والكويت والسعودية وتهجم على أمير قطر وشتم والدته بلفظ بذيء.
موقف نظام السيسي من التسريبات
فور إعلان قناة مكملين "برموشن" التسريب ودعوتها للملك سلمان وأمير قطر بمشاهدة التسريب، سارع نظام السيسي إلى التشويش على القناة قبيل موعد بث التسريبات الثامنة بتوقيت السعودية، ما أدى إلى قطع بيث القناة قبل أن تعاود ثانية لبث التسريبات. ووفقا لموقع "كلمتي" المصري الإخباري فإن محللين اعتبروا أن التشويش على القناة قبل بث التسريب ما هو إلا اعتراف مبكر ومسبق بصحة التسريبات. أي أن التسريبات صحيحة، وليس بمقدور نظام السيسي إلا محاصرة تداعياتها ما أمكن.
إبراهيم محلب رئيس وزراء مصر شارك في تطويق هذه التسريبات وما يمكن أن تسببه من تداعيات على العلاقات المصرية الخليجية ولا سيما السعودية، بقوله لقناة "الحياة": "لا تأثير للتسريبات ومعنوياتنا الداخلية عالية جدا، والتسريبات محدش بيصدقها، والكل مبقاش يسمع"، على حد زعمه.
أما ردود الفعل المصرية الشعبية فأوسع وأعمق وأكبر من أن يحاط بها، غالبيتها تسير في اتجاه الشعور "بالعار" و"الفضيحة" من نظام السيسي الذي حط من قامة مصر والمصريين.
ردود الفعل الخليجية الشعبية
سارع سياسيو ومثقفو الخليج إلى استنكار إساءات السيسي لدول الخليج وخاصة الدول التي ساندته ودعمته بالمال والسياسة والسلاح في السعودية والإمارات والكويت، ثم الإساءة لدولة قطر. فقد شهدت مواقع التواصل الاجتماعي في الخليج وحتى في دول عربية أخرى "انتفاضة" تعبر عن صدمتها حينا وخيبة أملها ومفاجأتها حينا آخر، بطريقة تفكير وأساليب تعبير من يحكمون أكبر دولة عربية، كيف تهوي إلى إلى درك مخجل من الكلام الفاحش.
وكان لدولة قطر نصيب الأسد من التنديد بالتسريبات كونها استهدفت بلادهم و"عرض أميرهم" مباشرة. فقد أظهرت صحيفة الراية القطرية في مانشيت صفحتها الأولى المفارقة بين "إهانة السيسي لدول الخليج ثم يسارع لطلب المساعدة والدعم المالي والعيني".
وانتقد نشطاء في الإمارات والكويت والسعودية والأردن وموريتانيا وفلسطين وبلاد المغرب العربي عامة هذه "البذاءات" التي تفوه بها السيسي مع حاشيته، وهي تفوهات ليست غريبة عمن استمرأ على ابتزاز دول الخليج، ويطالب بأن تكون العلاقة معه "خذ وهات" وفق ما أكدت تسريبات أمس، متحسرا أنه فوت "ثمن" وقوف مصر مع دول الخليج عام 1990 إبان الغزو العراقي للكويت، رغم أن الخليج "لم يقصر بالفعل مع نظام مبارك"، بل إن موقف الخليج ضد الثورة المصرية جزء من رد الجميل لمبارك في تلك الأزمة.
الإمارات تبارك تسريبات السيسي
كما تجاهلت الإمارات وإعلامها فشل مليونية التفويض الجمعة (6|2) التي دعا إليها أنصار السيسي، تجاهل إعلامها وشخصيات ومسؤولين محسوبين على دولة الإمارات لساعات هذه التسريبات، حتى غرد نائب رئيس شرطة دبي الفريق ضاحي خلفان، قائلا " إن هذه التسريبات لا ترقى إلى دليل ولا حتى قرينة"، قاصدا التشكيك بصحتها، وهو يدرك تماما أن السيسي يقول أكثر من ذلك. أما الأكاديمي عبد الخالق عبد الله، فقد قال بتغريدة "إذا هدف تسريب الحوار بين السيسي ومدير مكتبه الإساءة للعلاقات الخليجية المصرية فهذا لن يحدث. موتوا قهر يا إخوان"، على حد وصفه.
ويرى محللون أن دفاع الإمارات عن تسريبات السيسي يعبر "عن ملكية أكثر من الملك" أي السيسي الذي يحاول فقط التقليل من وقع هذه التسريبات، في حين موقف شخصيات إماراتية تعبر عن وجهة النظر الإماراتية الرسمية تكابر في "تصديق" التسريبات. و لا يمكن فهم "الإنكار" الإماراتي لتقبل التسريبات إلا أنه دفاع عن الإمارات التي ان اعترفت بهذه التسريبات فإنها ستكون في موقف محرج أمام الشعب الإماراتي والشعب العربي عامة، لأن هذه التسريبات تدلل على "أي نوعية نظام وشخصيات" تدعمها الإمارات بكل ما أوتيت من قوة، وكأنها بطريقة وأخرى إنما تبارك هذه التسريبات من خلال الادعاء بعدم تأثيرها على العلاقات الخليجية المصرية، في وقت أكد فيه جابر الحرمي رئيس تحرير جريدة الشروق القطرية أن هذه التسريبات "ستدفع الخليج لإعادة النظر في علاقاته مع مصر"، ولكن سكوت الإعلام الرسمي الإماراتي عن الإهانات التي وجهها السيسي لدول الخليج يثير التساؤلات ، فهل باركت الدولة هذه الاهانات من السيسي؟