قام موقع ستراتفور الاستخباراتي بتحليل فيديو أصدره الذراع الإعلامي لولاية صنعاء – فرع الدولة الإسلامية في اليمن –على الإنترنت يوم (24|4) يظهر 18 من المسلحين يجرون تدريبات عسكرية استعراضية في صحراء اليمن.
يشير الفيديو، الذي من المرجح أنه يتضمن قيمة تجنيدية لجماعة جهادية جديدة، إلى أن ولاية صنعاء لديها مجموعة أساسية من المقاتلين المدربين جيدا وعلى ما يبدو ممولة جيدا في البلاد التي تمزقها الصراعات.
على الرغم من إصدار عدة فيديوهات مماثلة من جانب تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية قبل ذلك، لكن هذا الفيديو يثير الاهتمام لعدد من الأسباب. أولا، الرجال يرتدون زيا رسميا متطابقا يتألف من الصنادل والبنادق والمعدات الحاملة والعمائم ويشبه الزي بشدة تلك التصميمات التي ظهرت في أشرطة فيديو الدولة الإسلامية في العراق وسوريا.
الأكثر وضوحا في فيديو الاستعراض أن الزي العسكري يبدوا نظيفا ولم تظهر عليه علامات الاستخدام مسبقا، حيث تكون السراويل والسترات والعمائم ملطخة بالطين والعرق وباهتة بسبب الشمس. ظهرت الأسلحة المحمولة جديدة إلى حد ما حيث الأبازيم غير مخدوشة وحشو الكتف مازال جديدا. ومع ذلك، فإن بنادق AKM-S الهجومية التي يحملها الرجال على الرغم من أنها تبدوا مهيأة ويتم صيانتها بشكل جيد, يظهر عليها بعض علامات الاستخدام. في الخلفية، بينما يقود المتشددين سيارات يبدو أنها من طراز قديم.
وعموما، ظهر المتشددون في الفيديو مدربين تدريبا جيدا. يؤدون تحركات تكتيكية واقعية وعملية، وتجنب شريط الفيديو الكواليس النمطية الشائعة لهذه الأنواع من أشرطة الفيديو، مثل قفز المتدربين من خلال الأطواق المشتعلة. يظهر المتشددون خلال التدريب على إطلاق النار الأسس السليمة للرماية.
تم إنتاج الفيديو جيدا، من خلال كاميرات عالية الجودة وتوفير برامج تحرير المؤثرات الخاصة الحادة. شهدنا في الأسابيع الأخيرة مساعدة "الحياة" المركز الإعلامي للدولة الإسلامية لبوكو حرام في جهودها الدعائية، والتي قد تكون نفس الحالة مع مكتب معلومات ولاية صنعاء بعينه كذلك. وعلى الرغم من أن المسلحين يبدو أنهم قد حصلوا على المال، فإنه ليس من الواضح إذا كان التمويل ذاتيا، أم لديهم مانحين أثرياء، أو تلقوا دعما من الدولة الإسلامية الأساسية في العراق وسوريا.
وقد سخر العديد من المراقبين من الفيديو، قائلين إنه لا يصور سوى عدد قليل من الرجال في الصحراء، مقارنة مع قوة تنظيم القاعدة الكبيرة جدا من حيث أعداد المقاتلين المدججين بالسلاح في شبه الجزيرة العربية. ومع ذلك يوضح هذا الفيديو أن فرع الدولة الإسلامية في اليمن لديه مجموعة أساسية من المقاتلين المدربين جيدا وعلى ما يبدو ممولة جيدا، وينبغي أن يعملوا لمصلحة المجموعة الرئيسية وتجنيد المتشددين اليمنيين الآخرين في الدولة الإسلامية.
جدير بالذكر أن الفيديو نُشر بعد يوم واحد من ظهور جماعة جديدة تسمي نفسها "اللواء الأخضر للدولة الإسلامية" التي أعلنت مسؤوليتها عن تفجير في اليمن الآونة الأخيرة قتل فيه 5 من الشيعة.
وسبق لتنظيم "الدولة" قد أعلن عن وجوده في اليمن في (20|3) الماضي، من خلال عمليات تفجيرية في عدد من مساجد صنعاء، استهدفت قيادات جماعة "أنصار الله" الحوثي، وخلفت عشرات القتلى، كان من بينهم محمد عبد الملك الشامي، الذي دفن بالقرب من ضريح القائد العسكري لحزب الله؛ عماد مغنية، في ضاحية بيروت الجنوبية.