اهتمت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، بسيطرة الثوار في سوريا على مزيد من الأراضي في محافظة إدلب شمالي البلاد، في خطوة وصفتها الصحيفة بالتقدم الكبير باتجاه الساحل الذي تسيطر عليه قوات نظام بشار الأسد.
وأشارت الصحيفة إلى أن تقدم الثوار يبدو أنه نتاج تنسيق جديد بين المقاتلين المعارضين لنظام الأسد، وبعضهم يستخدم أسلحة حديثة مضادة للدبابات.
وأضافت الصحيفة أن تقدم الثوار أظهر أن القوات الحكومية غير قادرة حتى الآن، على استعادة مدينة إدلب، التي سيطرت عليها مجموعات مسلحة إسلامية، ومن بينها جبهة النصرة فرع تنظيم القاعدة في سوريا، خلال الشهر الماضي.
وتحدثت الصحيفة عن أن تلك المجموعات المسلحة المعارضة لنظام الأسد وتنظيم "داعش" تمكنت خلال الأسابيع الأخيرة، من إحداث تقدم على الجبهتين الشمالية والجنوبية.
وأبرزت الصحيفة نجاح مقاتلو جبهة النصرة وأحرار الشام والجيش السوري الحر، في السيطرة على مدينة جسر الشغور ثاني أكبر مدن محافظة إدلب، التي يسيطر عليها الثوار.
وذكرت الصحيفة أن بعض أنصار المعارضة السورية يتحدثون عن أن السعودية وتركيا الداعمين طويلي الأمد للثورة ضد الأسد، على استعداد لزيادة الدعم للثوار، سواء مع أو بدون الدعم الأمريكي.
وأشارت الصحيفة إلى أن السعودية استعرضت عضلاتها مؤخرًا في المنطقة، خلال الحرب الجوية التي تشنها في اليمن، لمواجهة ما تعتبرها خطوات خطيرة باتجاه المصالحة بين إيران والولايات المتحدة.
وتحدثت الصحيفة عن أن النظام السوري وكذلك بعض المؤيدين للمعارضة، يرجعون تقدم الثوار إلى زيادة الدعم الخارجي.
ونقلت عن "أبي شهبندر" وهو مستشار إعلامي عمل مع عدد من المجموعات الثورية المعارضة للأسد، أن تقدم الثوار ساهم فيه دعم الحلفاء العرب بتنسيق مع شركاء تركيا، مضيفًا أننا ربما نرى ثمار التقارب الأخير بين تركيا والسعودية.
لكن الصحيفة تواصلت مع "فارس بايوش" القيادي في "فرسان الحق" المعارض لنظام الأسد، الذي أكد على أن اللاعب الأكثر أهمية في تقدم الثوار هو التنسيق على عدة جبهات بين المئات من المقاتلين، فضلًا عن الأسلحة التي استولى عليها الثوار في معارك سابقة في المحافظة.
واعتبرت الصحيفة أن تقدم الثوار باتجاه الساحل عند اللاذقية وطرطوس، ونقل القتال إلى واحدة من المناطق القليلة التي مازالت آمنة في سوريا، من شأنه أن يؤدي إلى قتل بدون تمييز لمؤيدي النظام، خاصة أن بعض الإسلاميين هددوا بالانتقام، وبوجه خاص ضد العلويين الذين ينتمي إليهم الأسد.