ألقت المندوبة الدائمة لدولة الإمارات العربية المتحدة لدى الأمم المتحدة، السفيرة لانا نسيبة كلمة في الجلسة الختامية لـفعالية (مجلس النساء القياديات) التابع لجامعة هارفرد كيندي في ولاية ماساشوستس الأميركية، في الإجتماع الربيعي الذي أقامه أول أمس.
وسلطت السفيرة الضوء على الأوضاع في الشرق الأوسط من منظار الإمارات والأمم المتحدة. مؤكدة أن أولويات الإمارات على الصعيد الدولي تتركز على اجتياز التحديات العالمية المشتركة مثل تمكين النساء وتقديم الدعم للدول ذات الدخل المنخفض لتطوير اقتصادها المستدام وتقديم الدعم الإنساني والإغاثة ومكافحة التطرف وإيجاد الحلول السياسية للعديد من الصراعات التي تواجهنا اليوم على حد قولها.
كما تطرقت في بداية الكلمة إلى أوجه الشبه بين الإمارات والولايات المتحدة، قائلة إن " الإمارات بلد قائم على المبادئ الأساسية المتعلقة بالانفتاح والاعتدال التي تحتضن أناساً يحملون أكثر 200 من جنسية مختلفة ومنكافة الأديان يتعايشون معاً بسلام ".
وأشارت نسيبة إلى أن أسباب نجاح الاستراتيجية التي تبنتها القيادة في الإمارات بشأن تمكين النساء ما قدمته من فرص في مجال التعليم، موضحة " إن الأرقام الكبيرة والاستثنائية لعدد الخريجات الجامعيات كان لها أثر إيجابي كبير على استقرار اقتصادنا وأمننا وفي بناء الاقتصاد المعرفي الذي خططنا لتنفيذه ".
فيما تجاهلت نسيبة قضية الأخوات الثلاث اللواتي تم اعتقالهن في الإمارات دون محاكمة أو توجيه تهم لهن، حيث تعود قصتهن إلى الخامس عشر من الشهر الماضي عندما تم استدعاؤهن للإستجواب في مركز الشرطة في مدينة أبوظبي، إلا أن قوات الأمن اعتقلتهن منذ ذلك التاريخ ولم يعدن إلى منزلهن، ولم يعرضن على أي محكمة، كما لم تسمح السلطات لذويهن بزيارتهن. على الرغم من صدور العديد من البيانات عن منظمات حقوقية مستقلة، من بينها منظمة العفو الدولية.
في اغتنمت السفيرة الفرصة للحديث عن الأوضاع في الشرق الأوسط والتحديات التي نتجت عن الصراعات التي تشهدها المنطقة والتي تسببت في نزوح ما يقارب من 14 مليون شخص في العراق وسوريا، أي أكثر من ربع عدد النازحين على صعيد العالم، حسبما أوضحت.
وبينت أن الأزمات الإنسانية التي برزت تمثل تحدياً للمجتمع الدولي فيما يخص قدرته على تقديم الخدمات الرئيسية بشكل فعال أو توفيرالأمن أو الحماية لمن يحتاجها، مما دفع باللاجئين لاتخاذ إجراءات يائسة وخطيرة لضمان قوت يومهم بما في ذلك دفع أطفالهم للعمل أو تزويج الفتيات القاصرات مما تسبب في تعريضهم بشكل أكبر لتجارة وتهريب البشر والإستغلال.
ولفتت السفيرة إلى أن " الجماعات المتطرفة " تستغل مسألة توقف عملية السلام في الشرق الأوسط لتنفيذ أجندتها، مضيفة أن دولة الإمارات ترى أنه لا بديل عن مبادرة السلام العربية التي طرحها العاهل السعودي الراحل الملك عبدالله والتي يجب عدم تجاوزها. وقالت «نحن نؤمن بأنها مبادرة ذات رؤية وتظل تقدم حلاًشاملاً وفاعلاً في تحقيق السلام والعدالة ".