لا يزال قرار أمير الكويت، الشيخ صباح الأحمد الصباح، الذي صدر السبت الماضي، بتعيين الدكتور "يوسف العلي" وزيرًا للتجارة والصناعة، خلفًا للدكتور عبد المحسن المدعج، يثير استغرابًا كبيرًا في أوساط الكويتيين والمصريين والخليجيين؛ خاصة أن الوزير الجديد معروف بأنه من أشد المعارضين للانقلاب العسكري في مصر، وسبق أن هاجمه بشدة على مدار الأشهر التي تلته في يوليو 2013، على الرغم من موقف أمير الكويت الداعم للانقلاب ماديًا وسياسيًا.
وفي تبعات القرار، هاجمت جريدة "خلف الكواليس" الإماراتية، تعيين الوزير العلي في الحكومة الكويتية، معتبرة ذلك خطًأ من أمير دولة الكويت.
وتداولت الصحيفة - التي يديرها "ليبراليون إماراتيون" - خبرًا تحت عنوان "وزير تجارة الكويت الجديد إخواني ضد حكم السيسي"، ووصفت الصحيفة "الوزير الجديد" بأنه عنصري دافع عن تجمع "رابعة"، وقال عن أفراد الشرطة والجيش في مصر إنهم "نصارى"، بحسب زعم الصحيفة.
واعتبرت الصحيفة، أن تعيين وزير كويتي متمسك بالشرعية الدستورية، خطأ ارتكبه حضرة صاحب السمو الأمير، فجردته من لقبه الدستوري في خبرها".
وعلى المستوى المصري، فتح قرار تعيين "يوسف العلي" وزيرًا للتجارة والصناعة بالكويت، بابًا من التساؤلات، حول ما إذا كان يعني تحولًا في سياسة الكويت تجاه مصر، ومن ثم تأثر حجم المساعدات المقدمة لـ"السيسي" والانقلاب العسكري، أم أن ذلك يعد تهويلًا للأمر، وأن الوزير الجديد سيلتزم بسياسة بلاده الداعمة للنظام المصري منذ مدة ليست بالقليلة، وأن اختياره جاء لكفاءته بعيدًا عن ميوله وآرائه السياسية المناهضة للانقلاب العسكري في مصر.
الدويلة: انقلابيو الخليج يمارسون الوقاحة
وعلى المستوى الكويتي والخليجي، اعتبر المحامي ناصر الدويلة، النائب السابق في مجلس الأمة الكويتي، أن هجوم جريدة "خلف الكواليس" التي تديرها شبكة ليبرالية من الإمارات العربية المتحدة، للوزير الكويتي الجديد، وتطاولها عليه لمعارضته النظام الانقلابي المصري، تدخلًا في شؤون الكويت، وفي طريقة اختيار المسئولين بها، وإهانة لأميرها.
وأضاف "الدويلة" -عبر سلسلة تغريدات على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"-: "جريدة (خلف الكواليس) التي تديرها شبكة ليبرالية من الإمارات والكويت تستهجن تعيين وزير كويتي يعارض الانقلابات وتقل آدابها مع مقام حضرة صاحب السمو".
وتابع: "اعتبرت جريدة (خلف الكواليس)، أن تعيين وزير كويتي متمسك بالشرعية الدستورية خطأ ارتكبه حضرة صاحب السمو الأمير فجردته من لقبه الدستوري في خبرها".
وواصل تغريداته: "(خلف الكواليس) جريدة متعددة الولاءات، وهي جزء من إعلام الانقلاب الأسود، فكما هاجم إعلام مصر خادم الحرمين، فها هي (خلف الكواليس) تلمز مقام سمو الأمير".
واستطرد: "لم أتصور أن تصل وقاحة الانقلابيين في الخليج لمهاجمة خادم الحرمين وحضرة صاحب السمو الأمير حفظه الله، لكنه الحقد والكراهية لدين الله العظيم".