" كان فيلم عابر سبيل للمخرج علي العبدول عام 1989، هو الفيلم الذي لفت الانتباه للسينما الاماراتية "
اختصر السينيمائيون الإماراتيون التأخير في مجال الأفلام والسينيما منذ عرض أول فيلم سينمائي في الامارات قبل نحو 50 عاما في قاعدة جوية بريطانية بقفزة قلصت الكثير من الزمن، وتفوقت على دول الخليج العربي في مجال الصالات السينمائية، والعروض الثقافية، والمهرجانات السينمائية، وصناديق التمويل، وكذلك الانتاج السينمائي سواء للفيلم الروائي او الوثائقي، وكان للمرأة حضورها الذي سجلته بقوة في هذا المجال.
هذا ووجد الجيل الذي ولدت على يديه السينما الاماراتية، ظروفاً ملائمة، سواء من خلال العروض الثقافية، والأيام والاسابيع السينمائية، أو من خلال الاهتمام الاعلامي بها، بعد أن بقي بعيداً ومحايداً لفترة طويلة، أو توفير الدعم المادي، وأماني التمويل المتاحة الى حد كبير.
وأصبح مهرجان بحجم مهرجان أبوظبي، أو مهرجان دبي، بكل ما تم من توفير ظروف النجاح لهما، سواء بالضخ المادي؛ حيث لم تبخل الدولة بالإنفاق على المهرجانين، او بالاستعانة بالخبرات العربية والاجنبية، والترويج الاعلامي، محط اهتمام المنتجين والنجوم وصانعي الافلام.
وتقام في العاصمة الأردنية، عمان، " ليالي السينما الاماراتية "، التي بدأت فعالياتها أمس في صالة سينما الرينبو، بثلاثة أفلام، نظمتها لجنة السينما في مؤسسة عبدالحميد شومان، وتعتبر هذه الأفام ليست مجرد عروض ثقافية، إنما يحضر اثنان من المخرجين،ليتحدثوا عن أفلامهم، وبعدها ورشة عمل بعنوان" الفيلم الوثائقي مابين البحث والمعالجة الفنية الشعرية"، تشرف عليها المخرجة والشاعرة، " نجوم الغانم"، التي حصلت على شهادة البكالوريوس في الإنتاج والإخراج التلفزيوني من جامعة أوهايو بأميركا، في عام 1996. وكذلك حصلت على شهادة الماجستير في الإخراج السينمائي من جامعة غريفيث بأستراليا، في عام 1999. ولها حضورها في المشهد الثقافي والفني والاعلامي الاماراتي؛ حيث يحتل الموروث الاماراتي حيزاً كبيراً من أعمالها السينمائية، التي حقق بعضها نجاحات كبيرة، وسيكون فيلمها "صوت البحر" من بين العروض؛ حيث تذهب الغانم الى عالم البحر وشخصياته بكل ما لهذا العالم من خصوصية وطقوس.
افتتاح الليالي سيكون بفيلم" ظل البحر" للمخرج نواف الجنابي، الذي درس السينما في امريكا، وبعد عودته ساهم بخلق حراك سينمائي، بإنتاج واخراج مجموعة من الافلام القصيرة، وشارك بمهرجانات سينمائية، وفي فيلمه الروائي الاول " الدائرة "، والذي اعتبره النقاد نقطة تحول في مسيرة السينما الاماراتية والخليجية، وعرض فيلمه أمس " الروائي الثاني "، الذي يرصد فيه مجموعة من العلاقات الإجتماعية المحكومة بالبيئة، والرغبة بالنزوح خارج اطار الدوائر الضيقة المحكومة بعادات لاتريد الاعتراف بالحياة المتجددة، وحضر المخرج "الجنابي"، في عرض الفيلم.
فيلم "من الف الى باء" للمخرج علي مصطفى، الذي درس السينما في لندن، وكان أول افلامه بعنوان" مدينة الحياة" وعرض فيلمه في جانب من الليالي الاماراتية، وهو من المخرجين الموهوبين، والفيلم يعتبر من افلام الطريق في رحلة تبدأ من الامارات، ومرورا بالسعودية والاردن وسورية وصولا الى لبنان، ومن خلال هذه الرحلة يتم الكشف عن كثير من القضايا السياسية والاجتماعية.
تمثل تظاهرة "ليالي السينما الاماراتية" اطلالة على تجربة مميزة، ذلك انها خلال فترة قصيرة وضعت نفسها على خريطة السينما العربية بقوة، وحققت حضورا طيبا، كما ان وجود المخرجين سيضيف الكثير من الاضاءات على هذه السينما التي تبحث من خلال مبدعيها إلى مكان تستحقه في فضاءات الشاشة الكبيرة، بلغة سينمائية، بعيدا عن التجميل المبالغ به، او التشويه المتعمد.