12:25 . عمرو موسى يحذر: التوسع الإسرائيلي قد يطال السعودية... المزيد |
12:08 . أكثر من 1500 شهيد في شمال غزة خلال 34 يوما... المزيد |
11:30 . سفينة مساعدات إماراتية لغزة تصل أحد الموانئ الإسرائيلية... المزيد |
10:32 . نيويورك تايمز: الإمارات ودول الخليج تنظر إلى ترامب كحليف يمكنها التعامل معه... المزيد |
10:07 . بايدن يتعهد بانتقال“سلمي ومنظم” للسلطة مع ترامب... المزيد |
09:54 . تسعة مليار درهم إيرادات طيران الإمارات في ستة أشهر... المزيد |
09:53 . تشكل ضباب على مناطق متفرقة من الإمارات... المزيد |
09:42 . "مصرف الإمارات المركزي" يعلن مناقصة للأذونات النقدية في 11 نوفمبر... المزيد |
07:34 . حزب الله يستهدف قواعد ومواقع عسكرية إسرائيلية بصواريخ نوعية... المزيد |
12:51 . "أدنوك للإمداد" توقع عقوداً لبناء 23 ناقلة عملاقة... المزيد |
12:26 . جماهير باريس سان جيرمان تتضامن مع فلسطين ووزير الداخلية الفرنسي يحتج... المزيد |
12:12 . آمال إسرائيلية بصفقة أسرى قبل تسلم ترامب السلطة... المزيد |
11:57 . أبطال أوروبا.. سان جرمان يتعثر أمام أتلتيكو وأرسنال يسقط في ملعب إنتر ميلان... المزيد |
11:41 . تقرير: طلبة في الإمارات يقاطعون الدراسة يوم الجمعة... المزيد |
11:05 . ولي العهد السعودي يجري اتصالاً هاتفياً بترامب لتهنئته... المزيد |
10:59 . العين يقيل مدربه كريسبو عقب النتائج السيئة... المزيد |
خلق الله تعالى الناس متفاوتين في أجسادهم لحكمة يجهلها الكثير، لكننا نجمع على وجود هذا الاختلاف في الأحجام والألوان، بيد أن الكثير من الناس لما يدركوا بعد، أن الناس كذلك متفاوتون في قدراتهم العقلية من حيث الجودة والنوع. فبعضنا عقله يجيد الحساب والمنطق، وآخرون يدركون ضعفهم في هذه القدرات، لكنهم مزودون بإمكانيات هائلة وقدرات كبيرة في جوانب أخرى، مثل الأدب والشعر. ومن افتقد هذه الملكات تجد عنده نبوغاً في أمور أخرى، هذه الحقائق أثبتتها الدراسات، لكن الناس تعيشها من زمن، ومع تفاوت الناس في الملكات تجد كذلك اختلافاً من نوع آخر، وهو جودة هذه الملكة، فبعضهم شاعر، لكن الآخر شاعر مبدع، وهذا مهندس وجاره لا يُجارى في فكره الهندسي. بعد هذه المقدمة دعوني أدخل معكم بيت القصيد في هذا المقال.
الإنسان المفكر يختلف من حيث النوع وجودة فكره عن غيره من الناس، فهو يمشي معهم، لكنه لن يتماشى مع كل فكرهم، لذلك يعيش الكثير من المفكرين عزلة شعورية أو حقيقية تحول بينهم وبين مجتمعهم، فهم لا يسايرون كغيرهم مجريات الأحداث من حولهم، فمنطقهم يختلف عن أقرانهم، مما أدى إلى رفضهم من قبل حكوماتهم، وهجرانهم في وظائفهم من قبل مديريهم، فكما أن بعض المديرين رفع شعار «لا أريكم إلا ما أرى، ومن لا يعجبه رأيي فسيرى»، كذلك بعض الحكومات العربية تمجد من يتغنى بكل قراراتهم، وتنبذ من عنده وقفات مع آرائهم فماذا نتج عن ذلك؟
بعض المفكرين العرب قرر الانسحاب من وطنه، والهجرة إلى من يقدر فكره وثمنه، وهذا ما يعرف بهجرة الأدمغة العربية، وهي ظاهرة مؤرقة، لكن الهجرة مستمرة، بعض المفكرين استقطبتهم تيارات الفكر المختلفة. فالليبراليون اقتنصوا هذه الفجوة بين المفكر ودولته وبالذات مع حداثة خبرته، وأوهموهم أن محاضنهم الفكرية وخططهم الاستراتيجية وتعاونهم مع السفارات والمنظمات الشرقية والغربية هي الطريق الأمثل لهذا المفكر كي يقطف ثمار فكرته. تيارات الإسلام السياسي عزفت على الوتيرة نفسها، مستثمرة العاطفة الدينية عند بعض أهل الفكر، وجندتهم ضمن أجندتها، حيث وجدوا التقدير لفكرهم والاحترام لعقلهم، والاستفادة من آرائهم ضمن برامج تلك الجماعات المختلفة، والتي تعزف على أكثر من لحن، بما يناسب اختلاف الأفكار ومستويات الإعمار والعقول. بعد أن خاض الكثير من أصحاب العقول المستنيرة تجربة الاحتواء والانتماء لتلك الأحزاب، وهذه الجماعات بشقيها الليبرالي أو الإسلامي، اكتشف بعقله الكبير أنه دخل في سجن جديد لفكره، فكتب الأحزاب وخطط الجماعات أصبحت قيداً جديداً لعقله، ففر من جحيم الانتماء إلى حرية الصفاء، لكن التحدي الذي واجه الكثير من هؤلاء العقلاء أنهم أصبحوا منبوذين من دولهم بسبب تاريخهم الفكري من جانب وعدم قدرتهم على المسايرة أو الموافقة لكل ما يُطرح من حولهم. فرغم صدق ولائهم وانتمائهم لمجتمعاتهم، وحبهم في أن تستثمر عقولهم لما فيه خير الإنسان والأوطان، تحولت مثل هذه القرارات بينهم وبين مجتمعاتهم، فأصبحوا يعيشون وسط الناس بين مشكك في انتمائهم أو رافض لأفكارهم، فكلما طرحوا فكرة لا تجد ترحيباً ليس لسوء فكرتهم، بل لتجربتهم التي مروا به. كلنا يدرك أن من سمات المجتمعات المتقدمة ترحيبها بالأفكار المختلفة، لأنها تريهم زاوية من الموضوع، لم تكن في حسابهم، فهل تجد مثل هذه العقول فرصة في أوطانهم كي يثبتوا لأهل الحل والعقد صدق ولائهم وانتمائهم رغم طرحهم المختلف عما يردده أقرانهم، أم أن الفجوة ستستمر وتضحى العقول العربية بين مهاجرة أو مهجورة، تحت شعار أهل الثقة أقرب من أهل العقول المفكرة؟