من بلاد الخير، ووفاءً لنهج الخير، الذي أرساه القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وفي ذروة أحياء أبناء الإمارات ليوم زايد للعمل الإنساني في ذكرى رحيله الحادية عشرة، جاءت مبادرة رجل الأعمال عبدالله الغرير بالتبرع بثلث ثروته وتخصيص 4.2 مليار درهم لدعم التعليم في العالم العربي، وتقديم منح دراسية لـ15ألف طالب عربي من المتفوقين خلال العشر سنوات المقبلة.
مبادرة حضارية راقية أثنى عليها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، لا سيما وأنها -كما قال سموه- تتعلق بدعم التعليم والمعرفة والابتكار. معتبرا أن « تحمل رجال الأعمال بعضاً من مسؤوليات الأمة، وتتعاون معهم الحكومات والمؤسسات لتغيير الواقع للأفضل، فأوطاننا بلا شك على طريق تنموي صحيح».
لا غرابة أن تنطلق المبادرة الكريمة من« بلاد زايد الخير»، الإمارات الدولة التي تتربع دول العالم الأكثر تقديما للمساعدات الإنسانية والتنموية في العالم.
مبادرة الغرير دعوة لرجال الأعمال للانضمام لركب العطاء المتدفق من إمارات الخير بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وخاصة في مجال التعليم وأعداد أجيال المستقبل بناة الغد الأفضل لهذه الأمة التي تعاني شريحة واسعة من شبابها من البطالة جراء عدم التأهيل وإتمام الدراسة الجامعية بسبب الظروف المادية التي تحول دوما دون تمكنهم من ذلك.
وهذه الظروف المحبطة ساعدت على تفشي ظواهر عديدة غير إيجابية في المجتمعات العربية، وجعلت الكثير منهم فرائس سهلة للجنوح نحو آفات عصرنا من جهالة وضحالة تناسلت من رحم جماعات الإقصاء والتطرف وعصابات تجار السموم.
مبادرة الغرير بإعلان قيام مؤسسة عبدالله الغرير للتعليم، يجعل منها أكبر المبادرات الخيرية الخاصة التي تركز على دعم التعليم في العالم العربي الذي هو في مسيس الحاجة لمثل هذه المبادرات الوضاءة، وهي أمتداد لجهود متصلة للرجل الذي سنتذكر لقاءه في محاضر ليوا مع المؤسس الراحل، وبحضور معالي سيف الجروان، متعه الله بالصحة والعافية، وزير العمل والشؤون الاجتماعية حينها، وشهد ولادة صندوق الزواج. والله نسأل أن يجعل المبادرة في ميزان حسناته، وبانتظار مبادرات مماثلة نتضرع للخالق أن يديم علينا النعم.