أحدث الأخبار
  • 07:26 . الاحتلال يقر بمقتل ضابطين وثلاثة جنود بالمعارك مع حزب الله... المزيد
  • 01:07 . أرسنال يفرط في الفوز أمام ليفربول بالدوري الإنجليزي الممتاز... المزيد
  • 12:50 . مقترح لهدنة في غزة بالتزامن مع مباحثات الدوحة... المزيد
  • 09:21 . الرياض.. انعقاد الملتقى الاقتصادي السعودي الإماراتي الثالث... المزيد
  • 08:38 . استشهاد أكثر من 50 فلسطينياً في غزة اليوم... المزيد
  • 08:16 . أمير قطر يستقبل طحنون بن زايد في الدوحة... المزيد
  • 07:19 . نتفليكس تحذف أفلاما فلسطينية... المزيد
  • 06:58 . انتشار الإنجليزية في الإمارات مشكلة تواجه كبار السن... المزيد
  • 06:18 . لبنان يتقدم لمجلس الأمن بشكوى جديدة ضد "إسرائيل"... المزيد
  • 12:46 . غالبيتهم عسكريون.. عشرات المصابين في عملية دهس بمحطة حافلات شمال تل أبيب... المزيد
  • 12:41 . دبي.. عقد لتنفيذ خمسة جسور في دوار المركز التجاري بأكثر من 696 مليون درهم... المزيد
  • 12:30 . رونار يعود لتدريب المنتخب السعودي بعد فشل الإيطالي مانشيني... المزيد
  • 12:08 . أكسيوس: "إسرائيل" أبلغت إيران قبل "غاراتها الانتقامية"... المزيد
  • 11:24 . "المقاومة الإسلامية في العراق" تعلن استهداف إيلات والجولان المحتل... المزيد
  • 11:05 . مجلس الأعمال الإماراتي البرازيلي يعقد اجتماعه الأول في ساو باولو... المزيد
  • 10:52 . الدوحة.. مباحثات بشأن صفقة تبادل ووقف إطلاق النار بغزة... المزيد

عمائم دي سي

الكـاتب : عبد العزيز الحيص
تاريخ الخبر: 20-07-2015


حساب وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف في تويتر الذي تتصدره أبيات إنسانية لسعدي، يمثل مفارقة تختصر الكثير من الواقع. فالحساب موجود في تويتر، الذي تمنع الحكومة الإيرانية بقية الشعب من استخدامه. وتتم الكتابة فيه بلغة إنجليزية تخاطب الغربيين، وتقدم لهم سياسة إيرانية مستنيرة! هذا الحساب، صاحب المنطق المزدوج، يشابه القصة التي حدثت مؤخرا بين الغرب وإيران. فالذي جلب الاتفاق الناجح لإيران، لم يكن العمائم الإيرانية، التي تحكمت في شعبها، وتدخلت في دول الجوار العربية، وإنما عمائم متغربة لا تُرى منها العمائم، بل البدلات الغربية الأنيقة، والشهادات العليا، والجولات السياسية والاقتصادية التي لا تهدأ لأميركيين-إيرانيين بين نيويورك ولوس أنجليس و «كي ستريت» في العاصمة واشنطن دي سي. 
في وقت سابق من هذا الشهر، نشرت صحيفة «الجارديان»، ما ذكرته مترجمة عملت مع أربعة رؤساء إيرانيين، عن محاولات هؤلاء القديمة والمستمرة للتقرب من واشنطن. ويبدو أن مقدم روحاني الأكثر انفتاحا على الغرب، كان مناسبا ليوافق وجود أوباما، وسياسته التي عرف عنها في فترته الثانية استماتتها لإنجاز الاتفاق مع إيران. هذا الاتفاق مع إيران، النقاط الحيوية فيه اقتصادية، وتتمثل برفع العقوبات عن إيران، وانفتاحها على الغرب في أكثر من مجال. وليست المشكلة بالنسبة لنا رفع العقوبات الاقتصادية عن إيران، بل ما يهمنا هو غياب ملفات المنطقة عن هذا الاتفاق، خصوصا وأن إيران تلعب دورا أساسيا في عدم الاستقرار في المنطقة، وقد أكد المرشد الأعلى في إيران، في خطبة العيد قبل أيام، أن سياسة إيران في المنطقة لن تتغير بعد هذا الاتفاق! هذه الاتفاقية إذن، قد تمثل الطريق لاستراتيجية طالما انتظرتها إيران، أن يسمح لها الغرب بأن تكون اللاعب الرئيسي في المنطقة، وأن تكون الشريك الاستراتيجي العاقل له. 
أثناء حكم رفسنجاني في بداية التسعينيات، عمدت إيران بعد خروجها من حرب منهكة، إلى الانفتاح على الغرب، وبناء جسور تواصل. وبعد مجيء خاتمي إلى السلطة في 1997، عمل نائب وزير خارجيته صادق خرازي، الذي كان يعيش في الولايات المتحدة قبل ذلك، على تأسيس وتقوية اللوبي الإيراني في أميركا، والذي كانت مادته الأولى تتكون من شبان متعلمين يعيشون في أميركا، ولم يوجد ارتباط ظاهر بينهم وبين الحكومة في طهران. في هذا العام تم تأسيس «المجلس الإيراني الأميركي»، الذي حل محله لاحقا في العام 2002 «المجلس القومي للإيرانيين في أميركا»، والذي يُعرف بـ «ناياك»، ويعتبر أهم جهة داعمة لطهران في واشنطن. وفي مطلع الألفية، محاولة هذا اللوبي الناشئ لتخفيف العقوبات على إيران، وفتح الصفحات الجديدة، تعرضت لضربات، حيث تم رفع سقف العقوبات الغربية، وأيضاً خَفت عمل دوائر الضغط الإيرانية في الغرب في فترتي حكم أحمدي نجاد، لكن الروح بثت فيه من جديد بعد مجيء روحاني، حيث ساعدهم ذلك في انطلاقة جديدة حاسمة. 
والمجلس القومي الإيراني في واشنطن، يرأسه المفكر تريتا بارسي، صاحب الأصول الإيرانية، وهو نفسه صاحب الكتاب الشهير عن العلاقات الباطنية بين البلدين، تحت عنوان «التحالف الغادر: التعاملات السرية بين إيران وإسرائيل والولايات المتحدة». لقد عمل المجلس القومي الإيراني على استمالة اليسار في أميركا، والتوصل للساسة الأميركان بدعوى أنهم يساعدون مصالح المجتمع الإيراني في أميركا، بينما لا تعترف الأغلبية من الإيرانيين المقيمين في أميركا أنه يمثلهم، ويرون أنه يجسد مكتبا يعمل في الخفاء لصالح ملالي طهران، وهنالك معارضون إيرانيون صرحوا بهذا الارتباط. وبارسي -الذي كان مدرجا على لائحة رواتب موظفي الكونجرس حيث كان يعمل مساعدا لعضو كونجرس- كان قد ابتدأ المجلس مع شريكه رجل الأعمال سياماك نامازي الذي لديه ارتباطاته الوثيقة مع حكومة طهران. وقد أثبتت المحاكم الأميركية ارتباط اللوبي الإيراني في أميركا بطهران، فالوثائق التي تم الكشف عنها في إحدى القضايا المتعلقة ببارسي، أظهرت مراسلات بينه وبين وزير الخارجية الحالي جواد ظريف، وأن الأخير قد مرر إلى بارسي وثيقة «المساومة الكبرى» التي اقترحها الإيرانيون على الأميركيين إبان حرب العراق.
ووزير الخارجية الإيراني أيضا جواد ظريف، مهندس الاتفاق الحالي، يوصف بأنه يفهم الغرب ويجيد إيصال الرسائل لهم، فبجانب كونه سفيرا سابقا في الأمم المتحدة، درس ظريف في الغرب وحصل على الدكتوراه في القانون من إحدى الجامعات الأميركية. يبقى أن هناك الكثير ليقال عن مجلس الضغط الإيراني في واشنطن، من ذلك طبيعة علاقاته، أو مؤتمراته ونوع المدعوين، وتعامله مع الإعلام، إلى تعاضده مع المؤسسات الأخرى المساندة لخطه. لنا أن نعرف مثلا، أن المجلس نجح سابقا في جمع تواقيع مائة وواحد وثلاثين عضوا من الكونجرس، في خطاب يحثون فيه أوباما على فتح حوار مباشر مع إيران.