لم يصدر أي تعقيب إماراتي رسمي أو إعلامي محدد ومباشر حول زيارة وفد قيادة حماس إلى السعودية، ولم يصدر أي موقف من جانب إعلاميين إماراتيين في صحف غير إماراتية كما لم تنشر الصحف الإماراتية أي مقال لكاتب غير إماراتي أيضا في صحفها، على اعتبار أن هذه تكتيكات إعلامية تلجأ لها بعض الدول للتعبير عن مواقفها إن ارتأت تجنب الإعلان الصريح والمباشر في سياق حسابات سياسية وإعلامية تخصها.
المصدر الوحيد الذي ادعى أنه يعبر عن الموقف الإماراتي لجهة رفضه لزيارة مشعل والتقارب المفترض مع الرياض كان تقريرا منشورا في موقع مصري رسمي واستند كاتبه المقرب من جهاز أمن الدولة في مصر والإمارات إلى "جهات سيادية" ترفض هذا التقارب وأنها أبوظبي والرياض أبلغت القاهرة بذلك، في حين لزمت الدولة الصمت تماما على التقرير "المصري الرسمي".
المحلل السياسي المصري المعارض للانقلاب محمد الجوادي أكد في تغريدة على حسابه بتويتر، قائلا، "إن هذا التقرير مفبرك تماما وإن أبوظبي نفضت يدها من نظام السيسي بنسبة 95%"، دون أن يشير إن كان يتحدث عن معلومات أم تحليلات.
تغريدات قرقاش انتقاد غير مباشر
مراقبون اعتبروا أن تغريدات أنور قرقاش في (19|7)، وهجومه العنيف و القاسي على ما أسماه "الإسلام الحزبي" إنما أراد أن ينتقد خيارات السعودية في تجديد علاقاتها مع من تعتبرهم الإمارات "أعداء لدودين" على حد تعبير المراقبين.
قرقاش، قال، "لا مكان لمن يفجر ويقتل الأبرياء باسم الإسلام، ولا مكان لمن يبرر ويروج له. المشروع الحزبي ارتبط بالتطرف والعنف وانكشفت خطورته وضرره" على حد تعبيره.
وأضاف قرقاش، "في عالم يشهد تقدم الأمم والشعوب، لا مكان لرؤى حزبية تحتكر التوجه الإسلامي، خاصة وأننا نرى التطرف والعنف المفرط الذي صاحب صعود هذه الظاهرة". وتابع، "بالتالي لا نستغرب أن مشروع الإسلام الحزبي في أفول، والدفاع عنه من خلال العنف لن ينقذه، بل يسهم في ترسيخ الصورة السيئة التي تتكون عنه" على حد قوله.
وأردف قرقاش، "الفشل السياسي والتنموي والأخلاقي للإسلام الحزبي بات واضحاً، فشل في إدارة الدولة، لا يمكن أن تدعي التيارات الحزبية التي استغلت الإسلام أن توظيفها للدين (والبحث) عن السلطة هو الصحيح" على حد زعمه. وأشار قرقاش، "لا يمكن أن يحتكر ديننا الإسلامي تيارات سياسية وحزبية تسمت بالإسلام السياسي، أو جماعات تكفيرية تحارب الشعوب والمجتمعات المسلمة بلا هوادة" على حد ادعائه.
هذه التغريدات التي صرح قرقاش أنه تنطبق على الإسلام السياسي وهو مصطلح يطلقه على الإسلام المعتدل الذي ينبذ العنف والتطرف في عمله الدعوي والسياسي كالإخوان المسلمين وحماس –باستثناء مقاومة الاحتلال الإسرائيلي- عدها مراقبون إنما تطعن بمن ترى الإمارات أنهم حلفاء محتملين للرياض بعد الاتفاق النووي.
واستدل المراقبون بأن هذه التغريدات تعتبر انتقادا غير مباشر لزيارة حماس للسعودية، موقف الإمارات السابق من توجهات الرياض حول "إخوان اليمن" الذين تسعى الأخيرة لأن يكونوا جزءا من الحل في الأزمة اليمنية دون إقصاء في حين تصر الإمارات على استبعاد الإسلاميين من أي مشهد سياسي أو دعوي في أي بلد عربي.
كما سبق للكاتب الإماراتي خلف الحبتور أن انتقد زيارة الرئيس التركي أردوغان للرياض في الربيع الماضي بعد تولي الملك سلمان السلطة كونه يمثل الإسلام الوسطي.
ويرى مراقبون أن مضمون التقرير المصري المشار إليه سابقا قد يكون تم إعداده دون الرجوع للمرجعيات في أبوظبي، ولكن مضمونه يعبر عن موقف أبوظبي مستندين في ذلك إلى تغريدات قرقاش تلك، حتى وإن كان يمثل 5% التي رأى المحلل السياسي الجوادي أنها لا تزال تدعم السيسي في الإمارات، على حد تقدير المراقبين.