أحدث الأخبار
  • 11:23 . بايدن ينصح الاحتلال بإيجاد بدائل لقصف حقول النفط الإيرانية... المزيد
  • 11:19 . "الفاو": أسعار الغذاء في العالم تشهد أعلى زيادة شهرية منذ عام 2022... المزيد
  • 11:18 . البحرين تخسر محاولة لوقف دعوى قضائية رفعها معارضان مقيمان في بريطانيا... المزيد
  • 10:56 . الإمارات تطلق حملة إغاثة للبنان وترسل طائرة مساعدات طبية... المزيد
  • 10:54 . الجيش الأمريكي يعلن شن غارات على 15 هدفا بمناطق الحوثيين في اليمن... المزيد
  • 10:52 . الجنائية الدولية ترفع السرية عن مذكرات اعتقال أعضاء بمليشيا "الكانيات" الليبية... المزيد
  • 10:51 . حماس تنعى تسعة من مقاوميها اغتالهم الاحتلال بالضفة المحتلة ولبنان... المزيد
  • 10:49 . أبوظبي: لدينا أدلة دامغة لاستهداف الجيش السوداني لمقر رئيس البعثة في الخرطوم... المزيد
  • 09:21 . الصحة العالمية: مقتل 28 من أفراد الطواقم الطبية في لبنان... المزيد
  • 09:19 . "مدن القابضة" توقع اتفاقيات مع شركاء ومستثمرين لتطوير مشروع رأس الحكمة... المزيد
  • 09:16 . رئيس الدولة ونظيره المصري يشهدان إعلان مخطط مشروع "رأس الحكمة"... المزيد
  • 07:18 . قرقاش يدعو إلى "ضرورة استعادة مفهوم الدولة الوطنية" لمواجهة التحديات التي تهدد المنطقة... المزيد
  • 07:18 . السعودية ومصر ترفضان أي إجراءات تؤثر على سلامة وسيادة لبنان... المزيد
  • 11:44 . "طاقة" تستكمل تسعير سندات بقيمة 1.75 مليار دولار... المزيد
  • 11:43 . مجلس الأمن يدعم غوتيريش بعد قرار الاحتلال الإسرائيلي اعتباره "شخصا غير مرغوب فيه"... المزيد
  • 11:41 . دراسة: التخلص التدريجي من التدخين قد ينقذ حياة 1.2 مليون شخص... المزيد

نصر أم نصف نصر باليمن؟

الكـاتب : طلعت رميح
تاريخ الخبر: 29-08-2015


ظل الحوثيون متمادين في غيهم، ولم يستجيبوا مُجدداً للمبادرة التي طرحها الرئيس عبد ربه منصور هادي، وإذ لا يبدو موقف الحوثيين مستندا إلا على بقايا معالم قوة تفل يوما بعد يوم – مع قدر من الغطرسة التي أسسوا سلوكهم السياسي عليها- إذ مسرح العمليات يتحدث دوما عن هزائم مؤلمة لهم، فواقع الحال أن ما جرى ويجري في الآونة الأخيرة على أرض اليمن، ليس إلا نمطا من أنماط الحرب النفسية، سواء من قبل السلطة الشرعية أو من قبل الحوثيين.


فالرئيس عبد ربه منصور هادي، كان يدرك حين طرح مبادرته أن الخصم لن يقبلها – وإن قبلها شكليا فهو سيواصل القتال- لكنه أراد رمي الكرة في ملعبهم واختبار تأثير الهزائم على تقديراتهم العسكرية والسياسية، كما أراد أن يبدو –هو- في موقع المفاوض- المنتصر.


والحوثيون كانوا يعلمون أن خصمهم إذ طرح مبادرته، فقد كان يستهدف جني ثمار نصر قوات الشرعية نفسيا وسياسيا في محافظات الجنوب، وأن طبيعة الاشتباك الجاري في مرحلته الراهنة لا تسمح لا لهم ولا للرئيس هادي بفرض شروط تسوية يقبلها كلا الطرفين.


انتهى الأمر إذن إلى استمرار القتال، غير أن ما استمر أكثر وصار لافتا، هو الحرب النفسية وأعمال الخداع والتمويه، في معركة يكاد كل طرف، أن يعرف كيف يفكر الطرف الآخر، إذ هي ليست الحرب الأولى التي تجري على أرض اليمن، بل هي الحرب السابعة التي تجري هناك منذ ظهور الحوثيين وحتى الآن.


وأحد ملامح الحرب النفسية والخداع والتمويه، هو ما يجري الآن بشأن صنعاء وبشأن مأرب وحول دخول قوات يمنية في طريقها لمأرب، وعن القيام بأعمال إنزال على ميناء المخا قرب تعز، وذلك كله من قبل قوات الشرعية والتحالف، فيما أن الحوثيين يمارسون حربا نفسية وأعمال خداع وتمويه، سواء بتركيز القصف على المدنيين في تعز للرد على احتفال مواطنيها بالنصر، أو بنشر الأخبار حول عدم دعم التحالف للمقاومة في هذه المدينة المنكوبة بسبب قيادة حزب الإصلاح للمقاومة هناك، أو بالتركيز على قصف الحدود السعودية لإظهار استمرار قدرتهم على القتال في كل الجبهات..إلخ.


ووسط كل ما يجري، يبدو ضروريا العودة إلى الأصل، إذ ما ينبغي التركيز عليه هو أن نصر الشرعية لا بديل عن أن يكون تاما وشاملا، وأنه لا إمكانية للتوقف عند حالة نصف النصر، الذي عنوانه الدخول الآن في أعمال تفاوضية للوصول إلى تسوية سياسية. والأصل هو إن كان في اليمن ثورة، وإن عدم الحسم تجاه الرئيس السابق ومن لا يؤمن إلا بالعمل المسلح لفرض إرادته على الوطن كاملا، هو ما أدى إلى انقلاب الحوثيين وصالح على الشرعية، ولذا فإن أي نصف نصر للمرة الثانية، ليس إلا فرصة للحوثيين وصالح لإعادة تجديد الأزمة.


وبطبيعة الحال فالمفاوضات هي ترجمة للأوضاع على الأرض، وإن خرج الحوثيون وصالح بنصف نصر أو حتى أدنى من ذلك، فالكل يعلم أن هناك من يجلس في طهران جاهزا لتعويض الخسائر، وهو الآن في وضع أفضل ماليا وسياسيا، وسيكون الحال وكأننا نعطيه الأوراق مجددا ليعيد ترتيبها.


لو كانت المعركة داخلية، لكان ممكنا الحديث عن التفاوض وعدم النظر للأمور بمنطق النصر أو الهزيمة، غير أن المعركة الحقيقية هي مع طرف خارجي – وذلك ما أفشل كل المفاوضات الطويلة السابقة- وإما أن ينتهي دوره عبر إنهاء الظاهرة العسكرية التي أسسها واعتمد عليها في إدارة الصراع، وإما نعيد منحه الفرصة لتكرار الحرب، وساعتها يعلم الله وحده طبيعة وظروف الأوضاع الإقليمية.


نصف النصر في معركة اليمن، يعني الهزيمة، والمعركة الحقيقية هي معركة الثورة التي أتت بالشرعية، لا معركة الشرعية ذاتها، فالأصل هو الثورة وليست الشرعية إلا نتاجا عنها.


والنصر لا يكتمل إلا بإنهاء الظاهرة العسكرية للحوثيين وتقديم القتلة والمجرمين إلى محاكم جرائم حرب، سواء كانوا من الحوثيين أو من العسكريين الذين التحقوا بصالح في الانقلاب على شرعية الثورة، بل النصر لا يكتمل إلا بإثبات تورط إيران وملاحقتها قضائيا على الصعيد الدولي ومطالبتها بدفع تعويضات عن الخراب الذي حل باليمن.