ارتقاء المزيد من شهداء الإمارات في اليمن .. وسط مشاعرٍ من الحزن والغضب
جنود إماراتيون في التدريب - أرشيف
خاص
– الإمارات 71
تاريخ الخبر:
04-09-2015
أعلنت القوات المسلحة في بيان مقتضب جدا قبل ظهر اليوم وبدون أي تفاصيل عن استشهاد عدد من قواتنا المسلحة في اليمن.
وأفادت وكالة أنباء الإمارات التي نشرت البيان عن "استشهاد عدد من جنودها البواسل في اليمن أثناء مشاركتهم مع قوات التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية الشقيقة للوقوف إلى جانب الحكومة الشرعية في اليمن"، على حد قولها.
وتقدمت "القيادة العامة للقوات المسلحة بتعازيها ومواساتها إلى ذوي الشهداء سائلة الله عز وجل أن يسكنهم فسيح جناته ويتغمدهم بواسع رحمته". انتهى بيان القوات المسلحة و تغطية الوكالة الرسمية لفاجعة أبنائنا.
وهذه ليست المرة الأولى التي تصدر القوات المسلحة بيانا "غامضا" ودون أي تفاصيل عن مهام قواتنا في اليمن، إذ يبدو أن أخبار تشييع الجنازات يراد له أن يكون مألوفا عند الإماراتيين.
فقد خلا البيان تماما حتى من عدد محدد لأبنائنا، ما يرفع الشكوك في أن العدد أكبر من المتوقع والمحتمل وأن هناك تدرج في إيصال المعلومات إلى الشعب الإماراتي ليتقبل "ثقل" المأساة التي قد تتضح بعض تفاصيلها في الساعات القادمة ومن مصادر أخرى كما جرت العادة، ينتقد ناشطون.
كما خلا البيان من تحديد وقت استشهاد قواتنا، علما أن وكالة فارس الإيرانية نشرت قبل أسبوع خبرا يؤكد ارتقاء عددا من الجنود الإماراتيين في اليمن بعد هجوم حوثي آثم وغادر، وتجاهلته المؤسسات الرسمية ولم تؤكده أو تنفه.
ولم يورد البيان المختصر - والذي كان أحد الأسباب الرئيسية لإثارة مشاعر الغضب والاستياء في الشارع الإماراتي كون اختصاره يعكس اللامبالاة بمشاعر الإماراتيين - لم يورد أية تفاصيل عن مكان استشهاد الجنود إن كان في عدن التي ستتولى فيها قواتنا هناك مسؤولية الأمن اعتبارا من الغد أو في مأرب حيث أرسل مئات الجنود الإماراتيين هناك مؤخرا ضمن قوة برية كبيرة لقتال الحوثيين وقوات صالح وجها لوجه. فإذا كان استشهاد أبنائنا في عدن التي تتواجد فيها قواتنا منذ شهرين فعن أي أمن ودور يتحدث إعلامنا لقواتنا هناك، وإن ارتقى الجنود في مأرب فلماذا ترسل القوات المسلحة أبناءنا إلى مناطق المواجهة الساخنة، ويعتبر الإعلام الرسمي أن الجنود ارتقوا أثناء "تأدية الواجب الوطني"، ليتساءل الإماراتيون هل يكون الواجب الوطني خارج ارض الوطن وحماية سيادته واستقلاله وثرواته وأمنه وإنسانه؟
ولم يتطرق بيان القوات المسلحة كيف ارتقى الجنود الإماراتيون، ومن الذي قتلهم إن كانت قوات صالح الذي توفر له حكومتنا لنجله "أحمد" الملاذ الآمن، أو إن كان الحوثيون الذي ولغوا بدماء شعبنا، أم هو استهداف إرهابي من جانب تنظيم القاعدة في اليمن.
لقد بات خبر الشهداء الإماراتي يزاحم أخبار التنمية التي كان الإعلام الإماراتي يزهو بها، ويتحول الشعب الإماراتي من "أسعد شعب" إلى أحد الشعوب المكلومة في المنطقة وهو يودع من حين لآخر هؤلاء الشباب سواء ممن كانوا من منتسبي الخدمة العسكرية أو من القوات النظامية، و يد القوات المسلحة تمتد إلى المزيد من فئة "الابن الوحيد" ومن أبناء المواطنات، رغم أن البيان خلا أيضا من تحديد طبيعة عمل الشهداء ورتبهم العسكرية، فضلا عن نشر أسمائهم ونشر سيرهم الذاتية وتخليدهم، ليتحول الإماراتيون إلى "عدد" من الجنود ارتقوا هنا أو قضوا في معسكرات التدريب.
وتساءل مراقبون عن مغزى نشر صورة ولي عهد رأس الخيمة الشيخ محمد بن صقر القاسمي قبل ساعات فقط من إعلان فاجعة اليوم، وهي الصورة التي شكك في مكان التقاطها ناشطون واعتبروا أنها تأتي في سياق "علاقات عامة" كونها لم تظهر أي مكان في اليمن تم التقاطها ومتى وإن كانت في منطقة "باردة أو ساخنة أمنيا". المراقبون أشاروا إلى أن نشر الصورة جاء للتمهيد لإعلان شهداء اليوم، وفق وجهة نظر بدأت تنتشر في أوساط الشارع الإماراتي.
ويدفع استمرار تشييع الشهداء إلى طرح تساؤلات الإماراتيين من مبررات ودوافع الخدمة العسكرية ولصالح من يتحول الشعب من طابعه المدني إلى طابع عسكري أمني يذهب ضحية مشروعات غير وطنية ولا يعرفها الإماراتيون. الرأي العام الإماراتي يقول، إذا كان ثمن عودة ما يسمى الشرعية لليمن هو المزيد من دماء وأشلاء أبنائنا فلسنا مستعدين لأن نكون وقودا في هذه المعركة.
ويستذكر الإماراتيون أن عبد الفتاح السيسي رفض إرسال قوات مصرية إلى اليمن لتجربة سابقة ذهب ضحيتها عشرات آلاف الجنود المصريين في اليمن في السبعينات، فلماذا ترسل الدولة أبنائنا هناك؟
وحتى يهب الشارع الإماراتي رافضا ما يتعرض له أبناؤه في اليمن فإن الإماراتيين على موعد من حين لآخر مع مواكب الشهداء، وشهادة في غير مواضعها، وفق ما يتذمر به إماراتيون على نطاق واسع، قبل أن يقولوا بصوت واحد ومرتفع لجميع المشاركين في مأساة شبابنا: "كفى" مهما كانوا ومن أي مقام كانوا.