في تصريح مهم ورد على لسان وزير الشؤون الخارجية أنور قرقاش لقناة سما دبي قال ، "لا أعتقد أن هناك حاجة لزيادة قواتنا في اليمن" وذلك في تعليقه على الحدث الدامي الذي خيم على الدولة منذ جمعة الشهداء (4|9) الذين استشهدوا في اعتداء آثم من جانب قوات المخلوع ونجله المقيم في الإمارات ومليشيات الحوثي.
ومنذ أكبر خسارة وطنية وشعبية تتعرض لها الإمارات، تزايدت المطالب الشعبية بضرورة الإسراع بسحب قواتنا البرية من اليمن علما أن هذه المطالب سبقت الاعتداء الغاشم بكثير وكان من الممكن تجنبها وفق تقدير مراقبين.
وفي أعقاب الجريمة الحوثية، عبر المسؤولون عن مواصلة المهمة "حتى النهاية". ومع ذلك، فقد نوقشت مسألة الاستمرار في الحرب باليمن في الغرف المغلقة كما يقول مراقبون، ووصلت الجهات المعنية بضغط من الرأي العام لقناعة أن المشاركة الإماراتية في هذه الحرب يجب أن تأخذ شكلا مغايرا عن المشاركة البرية وخاصة عدم إرسال مجندي الخدمة العسكرية الإلزامية لجبهات القتال، واعتماد الضربات الجوية ودعم المقاومة الشعبية على الأرض على غرار معركة عدن التي ساند التحالف فيها المقاومة اليمنية بضربات من الجو وتمكنت هذه المقاومة من تحرير عدن بالفعل.
وإلى جانب فاعليةالضربات الجوية وإمكانية تعزيز المقاومة الشعبية على الأرض، فإن هناك دافعا آخر يراه ناشطون لإطلاق تصريح قرقاش والذي اعتبروه بداية "تعامل متعقل" مع الأزمة كونها لم تعد أزمة يمنية أو خليجية بقدر ما هي أيضا أزمة إماراتية وطنية لا يمكن القفز عليها.
هذا الدافع، هو أن أبوظبي لم تكن متحسمة في الأساس لاستكمال عملية تحرير صنعاء والاكتفاء بتحرير عدن على خلاف الموقف السعودي الذي أصر على الاستمرار في المعركة.
وظهر بصورة شبه علنية ما اعتبره ناشطون "عدم حماسة" من جانب الدولة لاستكمال المعارك في اليمن، لذلك فإن هذا الاعتداء وفر للدولة عذرا لعدم إرسال المزيد من القوات.
وفي غضون الأيام القليلة ومسار الأحداث وحجم الفاجعة التي لحقت بالإماراتيين أفادت مصادر خاصة مطلعة لـ"إمارات 71" صدور قرار بإعادة مجندي الخدمة العسكرية من اليمن وعدم إرسال أي منهم مجددا، وهو ما يؤكده تصريح قرقاش ليشكل في ذلك انفراجة وطنية كان يمكن عدم بلغوها هذا الاستعصاء من قبل. لذلك اعتبر ناشطون أن هذا التصريح يحمل رسالة طمأنة للإماراتيين طال انتظارها وكان ثمنها باهظا.