كيف يشرح سفيرنا في واشنطن موقف الإمارات من اللاجئين السوريين؟
العتيبة الأول من اليسار
خاص
– الإمارات 71
تاريخ الخبر:
12-09-2015
مع تزايد حدة الانتقادات الأوروبية والغربية لدول الخليج في تعاملها مع أزمة اللاجئين السوريين سارعت دول خليجية ومن بينها دولة الإمارات للرد على الانتقادات الغربية بما لديها من "معلومات وحقائق" تفند فيه الاتهامات الغربية من جهة وتؤكد عدم تقصيرها الإنساني من جهة أخرى.
سفير الإمارات في واشنطن يوسف العتيبة وجه رسالة خطية لصحيفة "نيويورك تايمز" يرد فيها على تقرير للصحيفة بهذا الشأن. فماذا قال العتيبة في رسالته، وكيف يرى الأزمة السورية ومن هو السبب في أكبر أزمة لجوء إنساني وكيف يرى دور الإمارات في التعاطي مع مجمل ملف الثورة السورية ومع اللاجئين تحديدا؟
العتيبة أكد في رسالته أن الإمارات من أوائل الدول التي استجابت للأزمة الإنسانية في سوريا، وهذا تقدير دقيق تماما ولا أحد ينكره أو يمكن أن يزاود عليه فهذه سياسة الدولة وفق الأسس المتينة التي أرساها المغفور له الوالد الشيخ زايد بن سلطان والتي لا يمكن لأحد العبث بها.
سفيرنا في واشنطن أضاف قائلا، إن الإمارات استقبلت منذ بداية الأزمة السورية أكثر من 100 ألف سوري إلى جانب 140 ألف مقيم سابق". و يرد الباحثون في الشأن السوري بأن هذه المعلومات غير دقيقة على الإطلاق في مسألة استقبال 100 ألف سوري، ولكنها قد تكون دقيقة من حيث وجود 140 ألف سوري يقيمون ويعملون شأنهم شأن عشرات الجاليات العربية والأجنبية الأخرى ولا علاقة لوجودهم بالأزمة السورية ووجودهم لا يمكن أن يصنف ضمن اللاجئين كونهم قوى عاملة ومنتجة في الدولة ويخضعون لقوانينها ويتعرضون لعقوباتها أيضا.
الناشطون والباحثون يستذكرون في هذا السياق أن العكس تماما هو ما حدث مع المقيمين السوريين ال"140" ألف، فقد أقدمت أجهزة أمن الدولة بإبعاد عشرات العائلات منهم مطلع الثورة السورية عن الدولة بذريعة تسييرهم مظاهرة لإظهار التعاطف مع شعبهم في سوريا، وهو الأمر الذي سبب سوء تفاهم بين الدولة والإئتلاف السوري عام 2011 كما أدى إلى أزمة حادة أخرى مع الشيخ يوسف القرضاوي رئيس اتحاد علماء المسلمين الذي طالب بعدم إبعاد العائلات السورية المقيمة.
فهكذا تعاملت الدولة مع المقيمين السوريين وهو تعامل انتقدته برقيات السفارة السعودية في أبوظبي وفق تسريب العشرات منها مؤخرا. في المقابل، يؤكد ناشطون سوريون أن الإمارات تستضيف بشرى الأسد شقيقة بشار الأسد الذي أثخن في شعبه قتلا وتنكيلا وفق ما تؤكده منظمات حقوق الإنسان وحكومات الدول ومن بينها حكومة الإمارات وإعلامها الذي ينشر أخبار التعذيب في سجون الأسد.
أما مسألة ال"100" ألف الذي قال العتيبة أن الدولة استقبلتهم فيتساءل الناشطون الإماراتيون والسوريون، في أي معسكر أو مخيم لجوء يوجد هؤلاء وفي أي إمارة؟ ولماذا لا يذكر الإعلام الرسمي عنهم شيئا وهو حريص على إظهار الجانب الإغائي للدولة الذي تقوم به اتجاه المنكوبين؟
المراقبون يؤكدون الدعم الإماراتي الإنساني والإغاثي الكبير للشعب السوري ولكن في مخيمات لجوئهم في الأردن ولبنان دون أن يكون هناك لاجئ سوري واحد على الأرض الإماراتية. وهذا الجانب – دعم المخيمات في الأردن ولبنان- أكده سفيرنا في واشنطن في رسالته للصحيفة الأمريكية أيضا.
ولفت العتيبة وفق رسالته، إلى أن الإمارات تدفع باتجاه تحقيق الاستقرار والسلام في سوريا وذلك بدعمها التحالف الدولي ضد تنظيم «داعش» الإرهابي، وكذلك دورها كإحدى القيادات المشاركة في مجموعات التحالف العاملة على تثبيت الاستقرار وتعزيز الاتصال الاستراتيجي بين قيادات التحالف.
العتيبة لم يتطرق لا من قريب ولا من بعيد لأسباب اللجوء السوري ولم يحمل نظام الأسد وإيران سبب هذه المأساة الإنسانية متهما فقط "داعش"، رغم أن التقارير الدولية تؤكد أن النظام شرد الشعب السوري وقتل فيه أكثر بكثير من داعش، وأن داعش ليس إلا أحد نتائج بطش النظام.
ويتطابق هذا الموقف الملتبس للدبلوماسية الإماراتية مع توجهات نظام السيسي وروسيا وإيران الذين لا يرون في الأزمة السورية سوى محاربة الإرهاب وأن مشكلة الشعب السوري داعش فقط. وقد كانت أكدت وثيقة سعودية مسربة أيضا أن طهران تطالب أبوظبي بعدم تأييد أي عمل عسكري خليجي أو عربي ضد نظام الأسد مقابل "تساهل" إيران في التفاوض حول جزرنا المحتلة منذ نحو 5 عقود.
ونشرت مجلة "هافينغتون بوست" الأمريكية مؤخرا تقريرا مطولا عن شخصية العتبية المهنية والذاتية لتؤكد اتباعه نمط الثقافة الغربية وتسويقه لنظام السيسي لدرجة أن الأوساط السياسية الأمريكية تصفه بسفير السيسي إلى جانب عدائه للإسلام الوسطي وثورات الشعوب العربية.