أحدث الأخبار
  • 12:52 . ما مصير حسن نصرالله عقب الغارات الإسرائيلية على بيروت؟... المزيد
  • 09:20 . "القسام" تعلن قتل وإصابة جنود إسرائيليين إثر تدمير دبابة بخان يونس... المزيد
  • 09:19 . اشتباكات عنيفة بالخرطوم بين الجيش السوداني و"الدعم السريع"... المزيد
  • 09:18 . الذهب والفضة يتجهان لتحقيق مكاسب أسبوعية... المزيد
  • 09:05 . تونس.. جلسة حاسمة بالبرلمان لتعديل قانون الانتخابات المثير للجدل... المزيد
  • 08:58 . طحنون بن زايد يبحث مع "ماسك" و"بيزوس" التعاون في التكنولوجيا المتقدمة... المزيد
  • 08:57 . جيش الاحتلال يقصف مقر قيادة "حزب الله" بضواحي بيروت... المزيد
  • 08:57 . بسبب لافتة نازية.. منع جماهير برشلونة من حضور المباراة الأوروبية المقبلة... المزيد
  • 03:46 . في بيان مشترك.. وزراء خارجية دول الخليج وأمريكا يؤكدون دعمهم لإقامة دولة فلسطينية مستقلة... المزيد
  • 03:45 . رئيس الدولة يلتقي ترامب ويبحثان "العلاقات الاستراتيجية" بين البلدين... المزيد
  • 03:44 . السعودية تعلن إطلاق "التحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين"... المزيد
  • 10:13 . "الوطني للأرصاد" يحذر من تشكل الضباب وتدني مدى الرؤية... المزيد
  • 10:00 . العين يحسم القمة برباعية في مرمى الوصل والشارقة يعزز صدارته بدوري أدنوك للمحترفين... المزيد
  • 09:51 . تقرير أممي سري: دعم إيران وحزب الله جعل من الحوثيين "منظمة عسكرية قوية"... المزيد
  • 09:50 . أتليتيكو يحقق فوزاً صعباً على حساب مضيفه سيلتا فيجو بالدوري الإسباني... المزيد
  • 09:49 . جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن اعتراضه لصاروخ أطلق من اليمن... المزيد

موت مدينة

الكـاتب : زياد الدريس
تاريخ الخبر: 23-09-2015


تداول مغرّدون في مواقع التواصل الاجتماعي قبل أيام فيلماً سينمائياً قصيراً بالأبيض والأسود عن مدينة باريس قبل 95 عاماً. يتجول المصور بين أشهر أحياء ومقاهي المدينة الأوروبية الفاخرة، بجوار الأوبرا وفي جادة الشانزليزيه وعلى ضفاف السان جيرمان وفي عمق مونبرناس.

للذين ترددوا على باريس كثيراً أو عاشوا فيها جزءاً من حياتهم، لم يكن اللافت لهم هو فقط بقاء الأماكن والمباني بالأرقام ذاتها واللافتات بالأسماء ذاتها، بل وأيضاً تشابه الطقوس التي يمارسها الغرسون مثلاً في (كافيه دو لا بي) قبل قرابة قرن من الزمان والآن!

هذه الاستدامة في المكون الثقافي هي ما يعطي المدينة، أيّ مدينة، نكهتها المميزة وخصوصيتها الجاذبة. لكن هذه الاستدامة لا تأتي من المزاولة قصيرة المدى، بل هي وليدة سنين وعقود متوالية من التداول الموروث لثقافة العيش اليومي بين أهل المدينة.

وحتى لا يكون الإعجاب بفيلم باريس العتيقة هو مجرد انبهار بما عند الآخر، فإن من الملائم إنصافاً أن أشير إلى حقيقتين: الأولى أن ليست كل المدن الغربية تملك هذه العراقة الطقوسية التي تملكها باريس، إذ تكتظ أوروبا بمدن كثيرة ليس لها ذاكرة. الحقيقة الثانية أن ليست كل المدن العربية بلا ذاكرة، إذ تنطوي مدينة القاهرة على ذاكرة عتيقة وطقوس ثقافية راسخة تكتظ بها أحياؤها القديمة، والوضع نفسه إلى حدٍ ما يبدو في صنعاء القديمة وفي فاس وفي حلب.

لنتوقف عند مدينة حلب، ونتساءل ودمار الحرب الأهلية يلفّها ويمحو كل ما فيها من ذاكرة ، هل ما زلنا قادرين بعد 95 عاماً على رؤية فيلم عن حلب العتيقة؟!

فيلم باريس صُوّر في العام 1920، أي أنها تعرضت بعد التصوير لمطاحن الحرب العالمية الثانية ومغامرات هتلر الجنونية ثم الثورة الطلابية في العام 1968، لكن هذه الزوابع الحربية والسياسية، الخارجية والداخلية، لم تمنع الإنسان الفرنسي من حماية مدينته من عنف ولامبالاة الأعداء أو من جنون وطيش الأبناء.

أما مدينة حلب، والتي نتناولها هنا نموذجاً عن كثير من مدن «الربيع العربي» البائسة الآن، فهي مرّت عبر مئات السنين بغزوات خارجية واستعمارية لم تضرها كما ضرتها حرب الأبناء الداخلية الآن!

لكأنما (الفارس) العربي حين يخوض الحرب ينسى كل ما سواها، رغم تعاليم الإسلام المكرورة عن أدبيات الحرب في التعاطي مع الموجودات.

ماذا بقي من حلب كي يراه أبناؤنا بعد 95 عاماً؟!