فيما يبدو موقفا تركيا رسميا متقدما خلافا للتحليلات التي ترى أن موقف أنقرة من التدخل الروسي في سوريا قد يكون محكوما بحساب المصالح، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن هناك من يزودنا بالغاز غير روسيا وأن هناك من يبني لنا محطة نووية سواها وذلك في إشارة إلى بعض المصالح التي ربما راهنت موسكو على الضغط فيها على الموقف التركي إزاء الملف السوري.
ويرى مراقبون أن الملف السوري بالنسبة للأتراك مسألة استراتيجية تفوق كثيرا الغاز عشية فصل الشتاء القارص في تركيا ويقف خلفها الشعب التركي بكل قوة خاصة فيما يتعلق بمسألة الأكراد وتهديد الأمن القومي التركي واستمرار مشكلة اللاجئين السوريين في تركيا.
وقال الرئيس ، إن بلاده تستطيع أن تحصل على الغاز الطبيعي من أماكن أخرى غير روسيا، وإن دولاً أخرى قد تبني المحطة النووية الأولى لتركيا، وذلك في أعقاب الاختراقات الروسية للمجال الجوي التركي خلال حملتها الجوية في سوريا.
يشار أن العلاقات القطرية التركية دخلت مراحل متميزة ومتقدمة في السنوات الثلاث الأخيرة وفي العام الجاري تحديدا مع توقيع تفاهم استراتيجي بين الدوحة وأنقرة وتنبع أهمية الدوحة أنها إحدى أكبر مالكي احتياطات الغاز في العالم وتستطيع تعويض النقص في الغاز الروسي وسحب هذه الورقة من يد الروس التي قد تضغط بها على تركيا.
ونقلت صحف من بينها صباح التركية اليومية، عن أردوغان قوله للصحفيين أثناء توجهه إلى اليابان في زيارة رسمية: "لا يمكن أن نقبل بالوضع الحالي. التفسيرات الروسية لانتهاكات المجال الجوي غير مقنعة".
وعبّر الرئيس التركي عن استيائه مما حدث، لكنه قال إنه لا ينوي في الوقت الحالي التحدث إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وأضاف: "على روسيا أن تأخذ هذه الأمور في الحسبان. إذا لم يشيد الروس "أكويو" فسيأتي آخرون ويشيدونها"، مشيراً إلى المحطة النووية المزمع إقامتها جنوب تركيا.
وكانت تركيا كلفت في 2013 "روساتوم" المملوكة للحكومة الروسية ببناء أربعة مفاعلات قدرة 1200 ميغاوات، لكن موعد بدء تشييد أول مشروع محطة نووية تركي لم يتحدد بعد.
وتابع أردوغان: "نحن أكبر مستهلك للغاز الطبيعي الروسي. فقْدُ تركيا سيكون خسارة كبيرة لروسيا. إذا اقتضى الأمر فبمقدور تركيا الحصول على الغاز الطبيعي من أماكن أخرى عديدة"، وذلك في إشارة إلى أن حاجة المصدر لا تقل أهمية عن حاجة المستورد وأن أنقرة هي التي يمكنها أن تجعل الغاز ورقة ضغط لها لا عليها.
وتلبي روسيا نحو 28 إلى 30 مليون متر مكعب من الطلب التركي على الغاز الطبيعي البالغ نحو 50 مليار متر مكعب سنوياً.
ودخلت الطائرات الروسية المجال الجوي التركي مرتين مطلع الأسبوع. ومنذ ذلك الحين تعرضت أنظمة صواريخ في سوريا وطائرات مجهولة الهوية لمقاتلات تركية من نوع إف-16.