نقلت صحيفة "الخبر" الجزائرية عن مصدر أمني جزائري رفيع، إن روسيا تراقب تنظيم داعش بواسطة طائرات استطلاع وقمر صناعي للتجسس، مشيراً إلى أنها بدأت مراقبة مواقع خاضعة لسيطرة التنظيم في ليبيا حتى قبل تدخلها عسكرياً في سوريا.
وتستغل موسكو ذريعة تنظيم داعش للتدخل في الشؤون العربية وخاصة في الدول التي شهدت ثورات عربية مع مواقف روسية رسمية تعادي هذه الثروات وتحملها مسؤولية ما تسميه "الفوضى" في المنطقة ويتقاطع الروس بهذا التوصيف مع نظام السيسي وجهات أمنية وتنفيذية في أبوظبي والأردن ونظام الأسد وإيران والمليشيات الشيعية التي دخلت في تحالف مشترك ضد "الربيع العربي" وفق ما يقوله ناشطون وما يؤكده اتجاه هذا التحالف الجديد وسلوكه على الأرض.
وكشف المصدر ذاته أن "طائرات استطلاع وقمراً صناعياً روسياً عسكرياً، تراقب هذه المواقع منذ عدة أسابيع، وأن المراقبة تتركز في المناطق الساحلية الشرقية قرب الحدود المصرية الليبية، عبر شريط ساحلي يمتد من 200 إلى 300 كيلومتر، مشيراً إلى أن الروس أبلغوا الجزائر ومصر وتونس أنهم قلقون من زيادة نفوذ داعش في ليبيا، ومن تحول ليبيا إلى منطقة تدريب للجماعات الإرهابية، بدل العراق وسوريا"، وعقبت صحيفة الاتحاد المحلية التي أوردت النبأ بالقول،" وهو ما يفتح الباب أمام احتمال توجيه ضربات جوية أو صاروخية بصواريخ روسية، ضد داعش في ليبيا".
ويرى محللون أن تدخل روسيا يأتي لصالح قوات حفتر الذي يقود الثورة المضادة بدعم من القاهرة وعواصم خليجية وعربية في وقت تتوارد فيه الأنباء عن قرب اتفاق بين أطراف النزاع الليبي على حكومة وحدة وطنية ومن شأن التدخل الروسي في هذه الفترة عرقلة جهود الأمم المتحدة لإحلال السلام في هذا البلد.
وأشار المصدر إلى أن "التدخل العسكري الروسي في ليبيا مستبعد الآن، لكن يبدو أنهم يراقبون الوضع تماماً مثلما راقبوه فترة طويلة في سوريا قبل أن يتدخلوا هناك". ويمهد هذا التصريح إلى تدخل روسي في ليبيا كما سبق أن سربت الصحافة الإسرائيلية أنباء حول تفاهم مصري روسي لغزو ليبيا بعد سوريا، وهو ما أشار إليه صحفي مصري مقرب من نظام السيسي حيث قال إن الجيش المصري سوف يوجه ضربات ضد ليبيا في يناير المقبل.
يشار أن صحيفة "الاتحاد" التي نقلت نبأ التجسس الروسي عن الصحيفة الجزائرية، أرفقت صورة لسيدة تحمل لافتة مكتوب عليها:" الإخوان المفسدين.. جماعة إرهابية" في إشارة إلى الأهداف الحقيقية للحملة الروسية الجديدة على البلاد العربية بتواطؤ عربي واضح.