أكد العاهل الأردني عبد الله الثاني، أن لروسيا دوراً محورياً في إيجاد حل سياسي في سوريا، لكونها قادرة على توفير ضمانات للنظام، مضيفاً أنه ما زال يعتقد أن "حقيقة وجود الروس على الأرض في سوريا اليوم، هو أمر واقع وعلينا جميعاً التعامل معه".
جاء ذلك خلال مقابلة أجرتها معه محطة يورونيوز الأوروبية في برنامج "الحوار الدولي"، وبث الديوان الملكي تفاصيلها حيث تناول خلالها عدداً من القضايا الإقليمية والدولية.
وأشار العاهل الأردني، إلى وجود انعدام كبير للثقة بين الشرق والغرب، "فما نزال نشهد للأسف عقلية الحرب الباردة. وعلينا أن نتجاوز هذا الواقع حتى نتمكن من التصدي للتحدي الجديد المتمثل في هذه الحرب العالمية الثالثة ضد الإرهاب، لذلك، بدأنا بخطوات لبناء الثقة، وأعتقد أن الفرصة مواتية لكي نضع خلافاتنا جانباً، ونعزز هذه العلاقة التي تربطنا جميعاً".
وقال تعليقاً منه على مستوى الضغط المترتب على بلاده من استقبال اللاجئين: "لقد تمكنا من تحمل هذا الضغط لعدة سنوات حتى الآن، والذي استنزف الحد الأقصى لقدراتنا، لدينا 1.4 مليون لاجئ سوري تقريباً، يشكلون نحو 20% من السكان. وربما يكون ذلك أقصى ما نحتمل".
وأضاف ملك الأردن "أنه مع وجود الروس الآن في سوريا، وبحسب التطورات على الأرض، فهناك قلق من إمكانية تزايد أعداد اللاجئين الذين سيهربون نحو الجنوب، لذلك، فإن قضية اللاجئين باتت تشكل تحدياً يومياً بالنسبة لنا، خصوصاً وأن 10% فقط منهم يعيشون في الواقع في مخيمات اللاجئين، فيما البقية يوجدون في مختلف القرى والمدن في بلدنا".
وأوضح أن "معظم التقارير الدولية تشير إلى أن اللاجئين يمكثون على الأغلب ما معدله 17 عاماً. ولذلك، علينا أن نخطط على المدى الطويل، وأن نجيب عن الأسئلة الآتية: كيف نستوعب العديد من هؤلاء اللاجئين في مجتمعنا؟ وكيف نضمن استدامة اقتصادنا في ظل هذا الواقع؟".
واعتبر ملك الأردن أن بلاده تحملت عبئاً هائلاً نيابة عن أوروبا والعالم، مشيراً إلى أن "الأوروبيين قد بدؤوا للتو يتعرضون لجزء بسيط من التحدي الذي واجهناه خلال السنوات القليلة الماضية".
وتطرق العاهل الأردني للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وقال إنه يجب وجود الفرصة لحل الصراع، "ليس هناك أي منطق في أن يقوم متطرف بافتعال مشكلة في مدينة القدس في الوقت ذاته الذي نخوض فيه هذه الحرب العالمية ضد الإرهاب والتطرف، ومن الجنون في اعتقادي، إطلاق يد بعض المتطرفين الساعين إلى إثارة الصراع الديني في المدينة".