قالت صحيفة الواشنطن تايمز الأمريكية، إن الهجمات المسلحة التي طالت عدة مواقع في العاصمة الفرنسية باريس، ليل الجمعة(14|11)، أظهرت قدرة كبيرة لدى المسلحين وتطوراً لافتاً، حيث تمت الهجمات في وقت متتابع وسريع، كما أنها كانت الأكثر خطورة ودقة منذ هجمات لندن عام 2005.
وأكدت الصحيفة أن الهجمات التي وقعت ليلة الجمعة وأدت إلى مقتل أكثر من 130 شخصاً، كانت دقيقة، حيث تسعى السلطات الفرنسية إلى محاولة الكشف عن عدد المهاجمين الذين شاركوا في العملية.
وكان تنظيم "داعش" قد تبنى هجمات باريس، مؤكداً أن مسلحين هاجموا أهدافاً منتخبة في باريس متسلحين بأسلحة رشاشة وأحزمة ناسفة.
ولسنوات، تقول الصحيفة، شاهد مسؤولون أمريكيون وأوروبيون الهجمات الانتحارية التي شنتها الجماعات المتشددة وهي تضرب "الأهداف السهلة" في العراق وسوريا وغيرها من بلدان الشرق الأوسط والدول الأفريقية، وهذا تماماً ما حصل في باريس، حيث تم استهداف أماكن سهلة، مثل المطاعم والملاعب.
إلا أن المثير في هجمات باريس أنها جاءت متزامنة لا يفصل بينها سوى فاصل زمني بسيط، وهو ما يؤكد أن الفاعلين هم من المسلحين ذوي الخبرة، لتكون الأشد عنفاً منذ الحرب العالمية الثانية.
وقال النائب السابق في السي آي إيه، مايكل موريل، إن هجمات الجمعة لا يمكن أن تكون إلا من فعل وتدبير مجموعة كبيرة لا من أفراد قلة، نحن لم نشاهد تطوراً في التخطيط والتنفيذ منذ هجمات لندن 2005، لقد نجحت هذه المجموعة في جعل عملياتهم سرية إلى أقصى حد.
وتشير الصحيفة إلى أن هجمات باريس أظهرت مستوى عال من التنظيم والتخطيط أعلى بكثير من هجمات شارلي ايبدو قبل نحو 10 أشهر.
وإلى الآن مازال العديد من المسؤولين الأمريكيين محجمين عن التعليق على ما جرى في باريس، التي تشبه إلى حد كبير الهجمات التي استهدفت العديد من العواصم ومنها هجمات نيروبي 2013 التي استهدفت مركزاً للتسوق.
وتبنى تنظيم داعش هجمات باريس التي أودت بحياة عشرات المدنيين وذلك بعد يوم من إعلان باريس أنها قامت بقصف مواقع نفطية يسيطر عليها التنظيم. ويقول محللون غربيون إن التنظيم بدأ منذ تفجير الطائرة الروسية في سيناء في شن نوع جديد من الهجمات بعد تلقيه ضربات قوية في سوريا والعراق فبعد الطائرة الروسية ضرب معقل حزب الله الشيعي المتورط بالدم السوري لتعقبها مباشرة هجمات باريس التي تحاول دول عديدة في العالم العربي ودول خليجية خاصة استغلالها بحجة محاربة الإرهاب.