فيما يرى محللون سياسيون أن موسكو "تبالغ" في ردة فعلها اتجاه أنقرة التي أسقطت طائرة روسية الأسبوع الماضي اخترقت أجواءها وفق القانون الدولي وقواعد الاشتباك التركي وبعد عدة خروقات سابقة اعترفت فيها روسيا، تواصل موسكو استفزاز أنقرة.
فبعد إجراءات وعقوبات روسية على تركيا، أعلن أن مقاتلات روسية وفرت غطاء جويا للمقاتلين الأكراد شمال سوريا نكاية بتركيا نظرا للعلاقة العدائية التقليدية بين تركيا وأكراد انفصاليين.
ورغم أن الغطاء الجوي ليس له آثار عملياتية للأكراد إلا أنه يوجه رسالة سياسية قوية تفيد بأن روسيا سوف تستهدف المصالح التركية وتلعب في الجيوسياسية التركية وهو أمر بالغ الحساسية ومفرط الخطورة لدى الدولة التركية لا يمكن التسامح معه على الإطلاق، ويضع أنقرة أمام تحديات جدية تفرض عليها اتخاذ خطوات مضادة.
ويصنف الأكراد الانفصاليون علة قوائم تركيا وأمريكيا بأنهم منظمات إرهابية وهو الأمر الذي يضع روسيا بصورة الداعم للحركات الإرهابية بعد أن أثبت العدوان الروسي أنه يستهدف الثورة السورية وليس داعش كما يزعم.
الرئيس التركي أردوغان كرر في خطاب غاضب الجمعة تحذيره لروسيا بعدم "اللعب بالنار" بعد أن وصف التدخل الروسي في سوريا بالمكر، بعد أن طلب أردوغان ان يجتمع مع بوتين وجها لوجه في باريس على هامش قمة المناخ، فيما يقول متابعون إن أردوغان يريد محاصرة بوتين وكشف موقفه أمام المجتمع الدولي وهو ما لا يزال يرفضه بوتين.
وكان إعلاميون أتراك مقربون من حرب العدالة والتنمية الحاكم قد استبعدوا بداية التدخل الروسي أن يكون هناك صدام بين مصالح تركيا وهذا التدخل نظرا لتأكيدات كان بوتين أدلى بها أمام أردوغان قبيل العدوان الروسي، ليتضح فيما بعد أن الروس قد يكونوا "خدعوا" تركيا، وهو الأمر الذي عبر الأتراك فيه عن غضبهم بإسقاط الطائرة.
ومن شأن الاستفزاز الروسي بدعم الأكراد في سوريا، أن يدفع تركيا إلى دعم الثوار السوريين بقوة وبدون تحفظ وفقا لما أكده أردوغان الخميس أيضا، وهو ما يعني أن أنقرة ستحارب روسيا في سوريا بطريق غير مباشر كون الخصومة التي وصلت بين البلدين لا تسمح لتركيا باحتمال انتصار روسيا فيها، وفق ما يؤكد المحللون السياسيون.