نشر موقع "ميدل إيست آي" تقريرا مطولا عن دور أبوظبي في تونس وتهديدها باستهداف الاستقرار في هذا البلد إن لم تتبع الحكومة التونسية مصالح أبوظبي هناك، إضافة الى ما يقال عن محاولات شراء أبوظبي نفوذا مع الرئيس التونسي قائد السبسي.
ويأتي نشر هذا التقرير في أعقاب ما نشره الموقع مؤخرا عن خطة أعدتها أبوظبي للسيطرة على مصر، ونشر مقولة رئيسية لولي عهد أبوظبي، "على هذا الشخص (السيسي) أن يفهم أنني لست صرافا آليا وأنا أعطي المال بشروطي وأنا أحكم".
واستند الموقع في معلوماته إلى مصدر تونسي رفيع المستوى، والذي قال، إن أبوظبي هددت بزعزعة استقرار تونس بسبب مخاوف قيادة البلاد لا تخدم مصالح أبوظبي.
وتابع الموقع، و حذر مسؤولون جزائريون نظرائهم التونسيين في أوائل نوفمبر المنصرم، عن خطة أعدتها أبوظبي للتدخل في تونس. وأكد الموقع أن "المصدر، وهو شخصية سياسية رفيعة في تونس، مشترطا عدم الكشف عن هويته".
وقال الموقع، "لقد قدمت الجزائر تحذيرا لا لبس فيه يفيد أن أبوظبي تتداخل مع الأمن التونسي". و قال المصدر، "إنهم [الجزائريون] كانوا واضحين للغاية، وقالوا إنهم [أبوظبي] تسعى لزعزعة استقرار تونس كما هو الحال في الوقت الراهن."
وقال المصدر التونسي، إن الرسالة وصلت التونسيين من "مصدر مقرب من القصر" في الجزائر.
ويقول الموقع، وتركز الجزائر حاليا على تأمين حدودها، وخاصة مع ليبيا، حيث ازدهر التطرف وظهرت داعش، وقد دفعت هذه التطورات المسؤولين الجزائريين لإبلاغ تونس عن مؤامرة أبوظبي لزعزعة استقرارها، وعلق الموقع قائلا، "بالفعل دولة هشة" (تونس).
وربط الموقع بين العمليات الإرهابية التي تشهدها تونس وبين تدخل أبوظبي في الأجهزة الأمنية هناك، قائلا، منذ أن حذرت الجزائر، تونس بشأن تدخل أبوظبي في (9|11)، كان هناك هجوم آخر في العاصمة التونسية. و في (24|11) قتل 14 شخصا عندما فجر انتحاري على حافلة في وسط مدينة تونس.
وأكد الموقع، أن التونسيين يشعرون بالقلق بشأن وجود صلة بين التفجيرات الانتحارية وتهديدات أبوظبي بزعزعة الاستقرار في هذا البلد.
ونوه الموقع، إلى ما يتردد بشأن التدخل السياسي لأبوظبي في تونس، عندما قال صحفي تونسي هو سفيان بن فرحات مقرب من الرئيس التونسي قائد السبسي، إن أبوظبي تسعى للاستيلاء على السلطة من حزب النهضة الذي كان أكبر مكون للحكم في تونس في أعقاب الثورة، لأنه يعتبر نسخة "إخوان تونس".
وأكد فرحات إن أبوظبي مستعدة لتقديم التمويل والدعم للسبسي إذا كرر "السيناريو المصري" في إشارة إلى الدعم المالي لإمارة أبوظبي لانقلاب عسكري عام 2013 في القاهرة، ضد الرئيس المنتخب محمد مرسي والذي قاده عبد الفتاح السيسي .
يؤكد الموقع، العرض قوبل بالرفض، وقيل إنه تم تقديمه قبل الانتخابات السبسي كأول رئيس منتخب انتخابا حرا تونس في ديسمبر كانون الاول عام 2014، في الوقت الذي كانت النهضة أكبر قوة سياسية في البرلمان تونس.
ويتابع الموقع قائلا، "ينظر على نطاق واسع لولي عهد أبوظبي محمد بن زايد باعتباره مهندس السياسة المحلية والإقليمية العدوانية لبلاده والتي تستهدف جماعة الإخوان المسلمين".
واستطرد الموقع، رفض الرئيس السبسي للعمل مع أبوظبي دفع بالأخيرة للنظر بتشكك "لحزب نداء تونس" الذي يحكم البلاد حاليا.
وأضاف المصدر التونسي، إن أبوظبي تسعى الآن للبحث عن بديل للقائد السبسي يكون أكثر ملائمة لمصالها، في حين لم يتضح بعد إن كانت أبوظبي تفضل العمل مع بديل عسكري أم مدني.
ويقول المصدر، ليس فقط حزب النهضة وإنما نداء تونس أيضا تعتبره أبوظبي غير مناسب لتنفيذ خطط أبوظبي في تونس.
ويخلص المصدر، وستواصل أبوظبي السعي لاتباع أساليب زعزعة الاستقرار لأنها تعتقد أن لديها المال والسلطة؛ لذلك تعمل بدون خوف لأن الجميع، بما في ذلك أوروبا، يعتمد على أموالهم، يقول المصدر منهيا شهادته.