وصف وزير الخارجية عبدالله بن زايد في تصريحات نقلتها عنه صحيفة "البيان" المحلية إسقاط تركيا للطائرة الروسية التي اخترقت الأجواء التركية بأنها عمل "إرهابي". وجدد عبدالله بن زايد استهجان واستنكار الإمارات للأعمال "الإرهابية" التي شهدتها كثير من الدول في الآونة الأخيرة وخاصة الطائرة الروسية التي سقطت فوق سيناء والحادثة الأخيرةة التي "وقعت للطائرة الروسية العسكرية في سوريا".
وكانت تركيا أعلنت الثلاثاء (24|11) إسقاط طائرة عسكرية مجهولة اخترقت أجوائها بعد تحذيرها 10 مرات خلال 5 دقائق متجاهلة التحذيرات التركية و واجب الدولة التركية وحقها بموجب القانون الدولي بالتعامل مع أي تهديد لسلامة أي دولة، وتبين فيما بعد أن الطائرة هي روسية قتل أحد طياريها فيما نجا الآخر.
وفي الوقت الذي أكدت معظم دول العالم صحة الرواية التركية ورافضة المبررات الروسية خاصة أنه سبق لموسكو ان اخترقت الأجواء التركية عدة مرات في السابق.
ويرى محللون أن تصريحات عبدالله بن زايد جانبها الصواب سواء فيما يتعلق بالطائرة الروسية في سوريا أو الأخرى في مصر.
فحتى لو كانت تركيا استهدفت الطائرة بدون مبررات وأسباب فإن هذا الحادث لا يوصف بالعمل الإرهابي ولا يوصف بأكثر من "اعتداء" خاصة أن روسيا ذاتها لم تطلق عليه هذا الوصف. أما بشأن الطائرة فوق سيناء فإن السلطات المصرية لم تعلن حتى الآن الأسباب التي تعتبرها حقيقية خلف سقوط الطائرة إذ لا يزال نظام السيسي يجري تحقيقاته.
ويرى محللون أن تصريحات وزير الخارجية تعتبر مسيئة للنظام الحليف لأبوظبي في القاهرة من جهة وتعبر عن تبن إماراتي للروايات الروسية بصورة مثيرة للاستهجان.
و قد تعاطى الإعلام المحلي الرسمي بتعاطف مع إسقاط تركيا للمقاتلة الروسية مظهرا انحيازه الإعلامي قبل الموقف السياسي الرسمي الذي عبر عنه عبدالله بن زايد.
وجاءت تصريحات عبدالله بن زايد خلال ترؤسه وفد الإمارات في أعمال الاجتماع الخامس للجنة الإماراتية الروسية التي عقدت في أبوظبي وترأس الوفد الروسي وزير الصناعة والتجارة دينس مانتوروف و بحث الاجتماع سبل توطيد علاقات التعاون الاقتصادية والتجارية والاستثمارية بين الجانبين.
وفي أعقاب الاجتماعات التقى ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد بالوزير الرروسي وقد لاحظ محللون سياسيون أن هذه اللجنة ذات اختصاص فني واقتصادي ليس لها أي خصوصية سياسية ولكن استقبال محمد بن زايد للوزير الروسي يعتبر مؤشرا على إظهار الاهتمام من جانب أبوظبي في التعامل مع موسكو بعد الصفعة التي تلقاها بوتين في الأجواء التركية، كما يعتقد محللون سياسيون.