تتزايد يوما بعد يوم التقارير الصادرة من اليمن عموما ومن تعز تحديدا التي ينقلها رجال المقاومة الشعبية إلى جانب ما يقوله مفكرون عربا وخليجيون عن دور سلبي تقوم به أبوظبي في اليمن بصفة عامة وفي تعز بصفة خاصة.
فقد تواترت الروايات المتطابقة من مصادر يمنية ميدانية عديدة تؤكد أن تأخر حسم معركة تعز لصالح اليمنيين ضد المتمردين الحوثيين ومليشيا المخلوع صالح لأن أبوظبي تضع "فيتو" على انتصار هذه الجبهة كون القائمين على المقاومة بصورة رئيسية هناك ومن يقودها فضلا عن الحاضنة الشعبية هي كلها محسوبة على التجمع اليمني للإصلاح "إخوان اليمن"، الذين يهاجمهم أنور قرقاش وضاحي خلفان بصورة مستمرة.
التقارير تفيد بأن أبوظبي تخشى من انتصار جبهة تعز لذلك قامت بسحب قواتها من هناك بذريعة استبدال القوات ما أدى إلى بقاء المدينة تحت حصار حوثي شامل وخانق دون مبررات ميدانية ما دفع المقاومة اليمينة للحديث بصورة حثيثة عن دور أبوظبي ومهددة بكشف فصول بعض ما يقولون إنه "خذلان" القوات الإماراتية للشعب اليمني في تعز.
ودخل على خط تأكيد رويات المقاومة في تعز مفكرون وإعلاميون خليجيون مثل المفكر الكويتي عبدالله النفيسي و الإعلامي محمد الحضيف. ورغم أن النفيسي لم يصرح باتهام أبوظبي إلا أنه قال على حسابه بتويتر، "سؤال لقيادة التحالف في اليمن: إلى متى السكوت عن الدور المدمر والمشبوه الذي ينشط به ( عضو) في التحالف يؤخر تحرير اليمن؟".
وأضاف، تحرير اليمن ممن؟ من علي صالح والحوثي . يبدو أن هذا ( العضو) ينسق حركته مع علي صالح والحوثي".
ردود قرقاش
وزير الدولة للشؤون الخارجية يدرك أن المقصود بهذا الاتهام هو أبوظبي فقام بالرد عليه بانتقاد النفيسي والإخوان المسلمين دون أن يقدم دليلا واحدا على نفي عشرات التقارير التي تشير إلى ما ذهب إليه النفيسي.
وبحسب ما هو منهج قرقاش بنفي أي انتقاد أو اتهام هو ترك الاتهام أو الانتقاد قائما والانشغال بمن كتبه أو وجهه كما لا يزال الإعلام الإماراتي يتعامل مع تغيير وزير الخارجية ووكالة الأنباء الرسمية تصريحات عن إسقاط تركيا لمقاتلة روسية، بعد أن وصف ذلك بأنه عمل إرهابي، ليكتفي بتصريح "معدل" بتقدم التعزية "بضحايا" المقاتلة الروسية.
وبشأن الرد على الاتهامات بشأن دور أبوظبي في تعز، قال قرقاش على حسابه بتويتر،" برغم تجار الكلام، دور الإمارات الفاعل مستمر ومحوري في تعز"، مضيفاً: الدكتور عبدالله النفيسي في تحليلاته يكرر سيناريوهات المؤامرات والغمز واللمز، وتأثيره في دائرة الإخوان ومحازبيهم، ولن يخرج من هذه الدائرة. وأضاف أن باطنية النفيسي لا تنطلي على أحد".
وتابع: من الصعب أن يتقبل الدكتور النفيسي أن الإمارات وضمن التحالف الذي تقوده الرياض غيرت مجرى التمرد في اليمن، حزبيته عمته"، على حد زعمه.
وقال إن الراصد لمشهد التواصل الاجتماعي في منطقتنا يدرك بوضوح دائرة متابعي النفيسي، وهي إخوانية، ولهؤلاء دور الإمارات الفاعل في اليمن غصة في الحلق" على حد تعبيره.
وزعم قرقاش أن التصريحات "الموتورة للإخوان حول اليمن سببها نجاح التحالف والشراكة السعودية الإماراتية،.. أولويتهم ليست تحرير تعز بل التطاول على الإمارات، والنفيسي طرحه في هذا السياق"، على حد قوله.
ويقول ناشطون إن شخصنة القضايا هي أكبر إشكالية تواجه المسؤولين الإماراتيين والإعلام الرسمي، فبدلا من تقديم نقاشات وأدلة تدحض أي اتهامات يكتفون فقط بالهجوم الشخصي والتخلي عن اللياقة والدبلوماسية في التعبير، على حد تقدير ناشطين.