قبيل توجه نائب رئيس الدولة الشيخ محمد بن راشد إلى الرياض لترؤس وفد الدولة للقمة الخليجية "36" اجتمع بولي عهد أبوظبي محمد بن زايد. التطورات الداخلية والإقليمية دفعت المراقبين بطرح تساؤلات حول تغيب الأخير عن القمة ومغزى اجتماع ربع الساعة الأخير من انعقاد القمة بين نائب رئيس الدولة وولي عهد أبوظبي وإن كانت هناك خلافات مكتومة بين الرياض وأبوظبي ستفلح القمة في حلها أم تفجيرها؟
قمة الرياض والاجتماع
كمؤشر أولي على الخلافات بين أبوظبي والرياض نشرت وكالة الأنباء الرسمية (وام) خبر مشاركة محمد بن راشد بالقمة بنحو 15 كلمة باستثناء الكليشيهات والألقاب الرسمية. فيما أكدت الوكالة بتقرير آخر أن اجتماع محمد بن راشد بمحمد بن زايد قبيل توجه الأول للرياض تناول التشاور حول ما يهم الإماراتيين وما يحافظ على مكتسباتهم الوطنية.
وتأتي قمة الرياض وسط مزيد من التقارير الغربية الرسمية والإعلامية التي تشير إلى تفاقم الخلافات بين السعودية والإمارات وخاصة فيما يتعلق بالأزمة اليمنية. فصحيفة لوموند الفرنسية قالت: إن أبوظبي قامت بانسحاب غير معلن من اليمن وذلك بخف قواتها من 2000 إلى 500 بعد الخلاف مع الرياض على طريقة التعامل مع إخوان اليمن،إذ تسعى أبوظبي لعزلهم فيما تصر الرياض على مشاركتهم في مستقبل اليمن.
وأشار موقع "ميدل إيست مونيتور" في تقرير أن أبوظبي أرسلت مرتزقة كولومبيين إلى اليمن رغم رفض الرياض ما أدى إلى زيادة الخلافات بينهما.
ويضاف إلى الخلاف حول اليمن، موقف أبوظبي من العدوان الروسي في سوريا كون التدخل الروسي يعاكس تماما المصالح السعودية واي انتصار لروسيا وإيران في سوريا يعني مسا خطيرا بالمملكة وسلامتها ورغم أن أبوظبي تدرك ذلك إلا أنها تواصل تأييد روسيا.
اجتماع طنجة "الأخير"
أخر زيارتين قام بهما محمد بن زايد للرياض لم يلتق به الملك سلمان مطلقا رغم حرص الأول على الظهور مع الملك سلمان لنفي تقارير كثيرة تتحدث عن خلافات بين الجانبين منذ تولي سلمان السلطة في يناير الماضي.
وآخر زيارة رفيعة لمسؤول إماراتي كانت للرياض في نوفمبر الماضي قام بها وزير الخارجية عبدالله بن زايد واستقبله الملك سلمان، ولم يذهب محمد بن سلمان وقتها للرياض. ومؤتمر القمة 36 الذي تنطلق أعماله اليوم هو المناسبة الثانية التي كان لولي عهد أبوظبي زيارة الرياض فيها ولكنه لم يشارك أيضا، ما دفع المحللين بطرح تساؤل إن كان محمد بن زايد يتحاشى مواجهة الملك سلمان، وإن كان اجتماع طنجة في المغرب الصيف الماضي هو آخر اجتماع بين الزعيم السعودي والمسؤول في أبوظبي.
وإزاء ذلك، يطرح ناشطون تساؤلات حول فرص نجاح القمة في تسوية الخلافات أو على الأقل عدم تفجرها، إذ كان واضحا أن المصالح والعلاقات بين الرياض وأبوظبي تسيران في اتجاهين متعاكسين بسرعة قطار هائلة قد يعلن عن اصطدامهما في أي وقت، إذ يؤكد محللون أن الاصطدام وقع بالفعل ولكن لم يتم الإعلان عنه بعد.