استقبل الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي، وفدا يمنيا قيل إنه "وفد من قادة المقاومة الشعبية بعدن"، وعبر لهم عن وقوف دولة الإمارات مع الشعب اليمني وإرادته الوطنية وانحيازه إلى الشرعية التي تمثله.
وقالت وكالة أنباءالإمارات (وام) إن محمد بن زايد، "أشار" إلى أن "موقف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز تاريخي، ووقوفنا معه وقوف مع الحق ومع البوصلة التي تجمع العرب على كلمة واحدة"، مضيفاً أن اختبار اليمن للعلاقة السعودية الإماراتية ضمن التحالف العربي تم اجتيازه بالفخر والثقة والعمل والتضحيات المشتركة، ونرى في هذا التعاون قبساً من نور يوجهنا جميعا لما فيه مصلحة العالم العربي."
ويرى متابعون للعلاقات السعودية الإماراتية، أن الخلافات بين الرياض وأبوظبي خلاف عميق ويزداد تباعدا بين الدولتين ليس في اليمن فقط وإنما في معظم ملفات المنطقة خاصة في سوريا وليبيا. فقد بات معروفا ما يتهم به ناشطون يمنيون ومفكرون خليجيون دور أبوظبي في اليمن لجهة دعم انفصال عدن وتركيز جهودها في عدن بعد سحب معظم جنودها من جبهات القتال وإرسال بكولومبيين بدلا منهم رغم اعتراض السعودية على ذلك. وتواجه العلاقات السعودية الإماراتية اختبارات عديدة وسط تأكيد المتابعين أن التصريحات الإعلامية لا تعكس بالضرورة توصيفا دقيقا للعلاقات.
فلا تزال أبوظبي توفر "حماية خاصة" لنجل المخلوع صالح ،أحمد، رغم المطالب والإدانات الأممية له بارتكاب جرائم فساد وغسل أموال وقيادة مليشيات تستهدف الشعب اليمني؛ مثل الحرس الجمهوري الذي يتقاسم الاتهام مع الحوثيين بأنهم كانوا خلف إطلاق صاروخ إيراني استهدف معسكر قواتنا الإماراتية في مأرب في سبتمبر الماضي، ما أدى لاستشهاد نحو 60 إماراتيا فضلا عن عشرات الجرحى، وشهداء خليجيين آخرين.
وأوضح ولي عهد أبوظبي "أن العالم العربي يمر بتحديات صعبة لا تستثني أياً منا"، مضيفا، "أنه ومن خلال اختبار اليمن اكتشفنا قوة الموقف الواحد والكلمة الجامعة والرأي الحازم، فالأجندة الوطنية العربية كفيلة بالتصدي للتحديات القادمة، أما الأجندات الخاصة والضيقة فهي مسؤولة عن الكثير من الانتكاسات".
ويرى المحللون أن "الأجندة الوطنية العربية" مفهوم جديد يستخدمه ولي عهد أبوظبي، إذ عادة توصف العلاقات بين الدول الخليجية أو العربية البينية بالعلاقات القومية أو الأجندة القومية. ويستذكر المحللون أن الناشطين كانوا يُواجهون باتهامات تشكك بولائهم واتهامهم في الدولة ودول عربية أخرى في حال تحدث أي ناشط عن مصير عربي مشترك أو مستقبل واحد، على اعتبار أن ذلك إنكار للذات الوطنية وتقديم مصلحة الدول الأخرى على الاهتمام بالوطن. فجزء من تصريحات مسؤولين إماراتيين أو إعلاميين رسميين مخصص لانتقاد الخطاب الوحدوي الجامع للناشطين العرب ودائما تبرز قائمة أوصاف "الخصوصية والاستثناء" عند الحديث عن الشمول والعموم. ويرى الناشطون أن هذا التوصيف الذي أطلقه ولي عهد أبوظبي يعتبر حجة لدحض مزاعم جهاز الأمن الذي يسعى دائما لتقطيع أواصر العلاقات بين الدولة الإماراتية والشعب الإماراتي مع أشقائه بذريعة "الوطنية" و "الخصوصية".