رغم أن الأردن دولة جوار لدولتين بحدود طويلة جدا هما سوريا والعراق يسيطر تنظيم داعش على مناطق واسعة فيهما وأن لعمان ثأر شخصي مع التتنظيم بعد إحراقه الطيار الأردني معاذ الكساسبة في يناير الماضي وأن للأردن مصلحة واضحة ومباشرة ومتضررة بصورة كبيرة من هذا التنظيم إلا أنها تستبعد مشاركتها في أي حرب برية لمواجهة التنظيم.
في المقابل، فإن أبوظبي البعيدة عن أية مهددات للتنظيم وليس للإماراتيين أي مصلحة في خوض الحروب مع أو نيابة عن الآخرين إلا أن وزير الشؤون الخارجية أنور قرقاش قال الشهر الماضي إن أبوظبي مستعدة لمثل هذه الحرب البرية الجاري الإعداد لها.
فقد استبعد مصدر حكومي أردني رفيع المستوى تدخل قوات بلاده في حرب برية ضد تنظيم "داعش".
وجاءت تصريحات المسؤول الأردني، الذي طلب عدم ذكر اسمه، في معرض رده على استفسار لوكالة الأناضول التركية، حول إمكانية تطبيق مقترحات أمريكية تقدم بها السيناتور الجمهوري "ميتش ماكونيل"، والسيناتور "راند باول"، المرشح الجمهوري في الانتخابات الأمريكية، خلال مقابلتين منفصلتين.
وأكد المسؤول أنه "لا حديث عن قوات برية الآن خارج نطاق الجيش العراقي، والبيشمركة الكردية، والمعارضة السورية المعتدلة، لمحاربة داعش، وإسناد هذه القوات من التحالف الدولي".
وكان باول دعا إلى "ضرورة أن يكون هناك قوات برية من دول المنطقة: تركيا والأردن والسعودية وقطر لقتال تنظيم داعش"، وهو ما أعاد تأكيده ماكونيل، مشدداً على توفير الجزء الأكبر من السعودية والأردن والإمارات ومصر.
والأردن والإمارات عضوان في التحالف الدولي ضد داعش منذ عام 2013، وقدم الأردن قائمة مؤخرا لأطراف اجتماعات فيينا حول سورية تتضمن 160 منظمة في سوريا، لم يتفق الأطراف فيها على أي منظمة "إرهابية" إلا على داعش والنصرة.
وكان قرقاش قد قال في يوم الشهيد في الإمارات في (30|11) الماضي إن الإمارات سوف تكون جزءا من أي حرب برية لقتال "الإرهاب" في وقت تخوض أبوظبي حروبها بأبناء وشباب الوطن بصورة أساسية في مواجهات وتحالفات ومعارك في أماكن عدة رغم أن أبوظبي تفشل في إظهار أي علاقة أو تسويغ منطقي لتسارعها نحو الحروب، أدى في نهاية المطاف لتعثر مشاريع التنمية وارتفاع الأسعار وتراجع ترتيب الدولة على المؤشرات التنموية العالمية وليس فقط تراجعها على المؤشرات الحقوقية كما هي متراجعة دائما.