أعلنت الأمانة العامة لمجلس الوحدة الإعلامية العربية اختيار الشارقة عاصمة للصحافة العربية لعام 2016، وجاء هذا الإعلان بعد اجتماع الأمانة العامة لمجلس الوحدة الإعلامية العربية في العاصمة الأردنية عمان، بناءً على عدد من المعايير التي كان من ضمنها تطور الإعلام في الإمارة ،وإنشاء مدينة الشارقة الإعلامية الحرة، وتشجيع المحتوى الثقافي والفكري للمادة الإعلامية.
ويأتي هذا الاختيار، بوصفه رابع استحقاق في سلسلة استحقاقات الإمارة الباسمة من الألقاب، التي نالتها على امتداد أكثر من أربعة عقود، نتيجة للجهود التي بذلتها وتبذلها الشارقة، عملاً بتوجيهات الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، الداعية إلى ترسيخ مكانة الإمارة على الخريطة العالمية، وجعلها مركزاً ثقافياً وإعلامياً واعداً على المستويات كافة.
هذا إلى جانب الإنجازات الكبيرة التي حققتها كل من مؤسسة الشارقة للإعلام ومركز الشارقة الإعلامي، بوصفهما الذراعين الإعلاميتين للإمارة، والرافعتين اللتين يقوم عليهما النشاط الإعلامي فيها، خدمة للقيم المجتمعية والوطنية.
وقد سجلت المؤسسات الإعلامية في إمارة الشارقة، حضوراً لافتا في الساحات المحلية والعربية والدولية، واكبت من خلاله مراحل مسيرتها التنموية والتطويرية.
ويسجل التاريخ بأن البدايات المتواضعة للصحافة في دولة الإمارات بدأت من الشارقة، عندما أصدر إبراهيم محمد المدفع نشرة نصف شهرية من صفحتين وهي «عُمان» عام 1927، وكانت تكتب بخط اليد.
وشهد عام 1961 صدور أول نشرة مطبوعة على «الأستانسل» وهي «الديار»، بمبادرة عددٍ من مواطني الشارقة، كما كانت هناك إذاعة صوت الساحل في الشارقة، تحت إشراف بريطانيا قبل الاستقلال، ثم أممتها الدولة بعد ذلك وتملكتها حكومة دبي. وأُسست إذاعة الشارقة عام 1972، فيما أُسس تلفزيون دولة الإمارات العربية المتحدة من الشارقة عام 1989.
ويذكر مؤرخو الإعلام الإماراتي أن صحيفة «الخليج» صدرت في إمارة الشارقة بتاريخ 19 أكتوبر 1970، على يد الأخوين تريم وعبد الله عمران، وهي أول صحيفة يومية في دولة الإمارات.
وبعد ذلك أخذت سلسلة الإنجازات تتوالى في القطاع الإعلامي في الإمارة، خدمة للمجتمع وتنميته، وإعداد النشء فكرياً وثقافياً في إطار قيم الإسلام والأخلاق الحميدة.
وتزخر الإمارة الآن، بوسائل إعلامية متعددة تصدر بالعربية والإنجليزية، منها شبكات إذاعية وتلفزيونية فضائية تتمثل في تلفزيون الشارقة (القناة الأولى)، وقناة الشرقية من كلباء، وقناة الشارقة الرياضية، والبرامج الموجهة (القناة الثانية) وإذاعتا الشارقة والقرآن الكريم.
وفي يناير 2016، أصدر حاكم الشارقة مرسوماً أميرياً، بشأن إنشاء مدينة الشارقة للإعلام «هيئة منطقة حرة»، تهدف إلى تنمية المواهب والقوى البشرية العاملة في المجال الإعلامي والإبداعي واحتضانها، والريادة الإقليمية في مجال التعليم والتدريب الإعلامي، ودعم وتطوير المحتوى الإعلامي العالي الجودة.
وسبق أن تم اختيار الشارقة عاصمة للثقافة العربية، وعاصمة للثقافة الإسلامية.
وسبق الشارقة كعاصمة للصحافة، مدينة القدس المحتلة 2014-2015, الرياض 2013, المنامة 2012.
ورغم إنجازات الشارقة الإعلامية إلا أن تجربة إمارة أبوظبي تحديدا والقوانين التي تسنها تضع العراقيل أمام الحريات الصحفية وحق الحصول على المعلومات وحق التعبير عن الرأي ما جعل منظمة فريدوم هاوس لتصنيف الدولة بأنها "غير حرة" ما يسجل نقطة سوداء في نموذج الشارقة التي لا يزال يصف إعلامها المستوطنات الإسرائيلية "بالمغتصبات" في حين تقوم أبوظبي باستضافة وزراء مستوطنين غير مكترثة لمعارضة الإماراتيين لهذه السياسة.