الغارديان: المعتقلون الليبيون كانوا في سجن مليئ "بتكنولوجيا التعذيب"
وكالات
– الإمارات 71
تاريخ الخبر:
27-02-2016
نشرت صحيفة "الغارديان" تقريرا لمراسل الصحيفة في أمريكا آلان يوهاس، حول سجينين أمريكيين في الإمارات، تعرضا لعمليات إعدام وهمية، وللتعذيب بالكهرباء والضرب في سجن تم تشبيهه بـ"بيت مسكون"، مشيرا إلى أن محاكمة السجينين ستبدأ الأسبوع المقبل بتهم الإرهاب، بالرغم من مناشدات العائلة والأمم المتحدة وجمعيات حقوق الإنسان لإسقاط القضية.
ويشير التقرير إلى أن محكمة للأب كمال الضراط وابنه محمد، وهما أمريكيان من أصل ليبي، ستعقد يوم (29|2)، بعد 505 أيام من احتجازهما، دون توجيه تهمة، وبعد شهور من صمت العائلة؛ خوفا من تداعيات الإعلان، مستدركا بأن تقريرا من الأمم المتحدة حول تعذيب أربعة سجناء أمريكيان وكنديان، شجع ابنة كمال الكبرى على كسر الصمت هذا الأسبوع.
وتنقل الصحيفة عن أمل الضراط(27 عاما) قولها: "لقد تم اختطاف والدي من البيت"، خرج من السيارات رجال ضخام، واقتحموا بيتهم في دبي، ومعهم امرأة تلبس زيا، ورفضت الإجابة عن أي أسئلة، أو إبراز أمر محكمة، وقامت الشرطية باحتجاز أمل وأمها في غرفة لأكثر من ساعة، بينما قام الرجال بتفتيش الممتلكات، وأحاطوا برب العائلة.
وتضيف أمل صادر رجال الأمن الحواسيب المحمولة وأجهزة الأيفون والأيباد وحتى نظام الأمن البيتي، وفي اليوم التالي بدأ أخوها محمد البالغ من العمر 34 عاما بالسؤال عن والده في مراكز الشرطة والسفارة الأمريكية ووزارة الخارجية دون الحصول على إجابة.
ويفيد الكاتب بأنه كان قد اعتقل في ذلك الأسبوع من عام 2014 كمال الضراط وابنه وكندي ليبي وثلاثة رجال أعمال ليبيين آخرين، ومع أنه أطلق سراح أحد الليبيين بعد أربعة أشهر وتم ترحيله، إلا أنه لم توجه التهمة لأحد حتى (18||2016) ، عندما أخبرهم قاض بأنهم متهمون بدعم الإرهاب، واتهم الخمسة سجناء الإمارات بتعذيبهم، وهو ما اتفق مع ما ذكره تقرير الأمم المتحدة الذي نشر الأسبوع الماضي، حيث نقل "معلومات موثوقة عن ممارسات تعذيب"، مثل آثار التعذيب الظاهرة.
ويورد التقرير، الذي ترجمه الموقع الإخباري "عربي21"، نقلا عن عائلة الضراط قولها إن الأمم المتحدة قالت إن الاعترافات تمت تحت التعذيب، وتصر العائلة على أن السجينين لم يؤيدا في حياتهما الإرهاب.
ويذكر يوهاس أنه أخيرا تم نقل السجناء من معتقل سري إلى سجن عادي، وتقول ابنة كمال الضراط إن أباها يصف الفترة التي قضاها في سجن أمن الدولة بأنها "أحلك أيام حياته".
وتنقل أمل روايته حول السجن بكلماتها: "إنه لم يكن سجنا، بل كان بيتا مسكونا بتكنولوجيا (التعذيب) من أضواء وأصوات وهلوسات وتعذيب وضرب ودشات حارة، وإيهام بالإغراق وصعق كهربائي". وقالت إن الحرس قاموا بإجراء إعدام وهمي لأخيها، وتركوه معلقا لعدة دقائق في زنزانته.
وتبين الصحيفة أنه خلال محاكمتهما الشهر الماضي، التي استمرت 20 دقيقة، لم يسمح لأي من الأب أو ابنه باستخدام محام، ولم يعط محاميهما نسخة من ملف موكليه إلا بعد 11 يوما، حيث تبين أن موكليه متهمان بموجب أحد قوانين الإرهاب، والذي صدر بعد اعتقالهما.
ويفيد التقرير بأن الأمم المتحدة دعت أيضا إلى إسقاط القضية في تقريرها، حيث قالت: "حرم السجناء كلهم حق الاعتراض على الاعتقال والاحتجاز أمام القضاء، وتعرضوا للاختفاء القسري والسجن السري، دون التواصل مع العالم الخارجي".
وتستدرك الصحيفة بأن رد فعل الولايات المتحدة على أفعال حليفها الإماراتي، الذي انضم إليها في الحرب ضد تنظيم الدولة في سوريا، والذي يستضيف الوكالة الأمريكية الإماراتية المشتركة لمكافحة الإرهاب في أبو ظبي، جاء أكثر صمتا.
وينقل يوهاس عن نائب المتحدث باسم الخارجية الأمريكية مارك تونر، قوله إن مسؤولي السفارة حضروا جلسة الاستماع في يناير، وجلسات الاستماع التي تبعتها كلها.
ويستدرك التقرير بأن مجموعات حقوق الإنسان وعائلة الضراط تصر على أن الاحتجاز والمحاكمات سياسية. وينوه الكاتب إلى أن الإمارات قامت بحملة ضد المعارضة، وقامت بدور أكثر نشاطا في الخارج منذ الثورات العربية عام 2011، وقالت منظمة العفو الدولية العام الماضي إن احتجاز أكاديمي شهير يعني محاولات جديدة لتكميم الأفواه، وقامت "هيومان رايتس ووتش" بتوثيق سلسلة من حالات السجن التعسفي وتقارير التعذيب في البلاد.
وتورد الصحيفة نقلا عن المدير الإقليمي لـ"هيومان رايتس ووتش" جو ستورك، قوله: "يجب على أي بلد لها مواطنون يعملون في الإمارات أن تبدي قلقا كبيرا نحو مزاعم التعذيب، فهذه بلد اتهم فيها أمن الدولة مرات عديدة بتعذيب الناس للحصول على اعترافات".
وتختم "الغارديان" تقريرها بالإشارة إلى أن مصعب أحمد عبد العزيز، وهو مصري معتقل في السجن ذاته الذي يقبع فيه كمال ومحمد الضراط، استطاع إرسال تصريح لـ"هيومان رايتس ووتش"، قال فيه: "لو طلبوا مني الاعتراف بأنني من المريخ، وأتيت هنا لتدمير الأرض، لاعترفت بذلك للانتهاء من هذه الحال".
وكانت "الإمارات71" ترجمت تقريرين اليوم والأسبوع الماضي من الواشنطن بوست الأمريكية حول هذه القضية ورواية أمل للصحيفة، ونفي السفير الإماراتي يوسف العتيبة في واشنطن تعرض المعتلقين للتعذيب، لترد عليه الصحيفة بتقرير آخر تفند مزاعمه التي ادعى أن المعتقلين في الدولة يخضعون لمحاكمات متناسبة مع معايير المحاكمات العادلة.