رأى مراقبون اعلاميون أن قرار إعادة تشكيل مجلس إدارة هيئة المنطقة الإعلامية، الذي صدر أخيرا، يأتي ضمن القرارات التدريجية المتعاقبة الذي سيشده الإعلام في أبوظبي، بعد فشله في تحقيق أهدافه بترويج وجهة نظر الدولة لدى المواطن، في ظل ما تشهده المنطقة من أحداث، وتعالي أصوات المنظمات الحقوقية الدولية بالكشف عن حقيقة الأوضاع الداخلية.
وأصدر الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي، ورئيس المجلس التنفيذي للإمارة قرارا بإعادة تشكيل مجلس إدارة هيئة المنطقة الإعلامية - أبوظبي برئاسة نورة محمد هلال سرور الكعبي.
ونص القرار على عضـوية كل من محمد ناصر الغانم ومحمد خليفة أحمد المبارك وعبدالله عبدالرضا عبدالله الخوري وريم يوسف محمد عبدالله الشمري وفهد مطر سالم بن مسيعد النيادي.
ويأتي القرار بعد أقل من عام، من إعلان "أبوظبي للاعلام"، عن انطلاقة جديدة للقنوات التلفزيونية في أبوظبي مع وضع استراتيجية جديدة وأهداف رئيسية للمحتوى ضمن التوجّه الذي اعتمدته حكومة دولة الإمارات ضمن خطتها الاسترايتيجية 2021 ورؤية أبوظبي 2030.
ويرى مراقبون متخصصون في الإعلام، أن من أبرز أسباب حصول التغييرات الاعلامية، عدم مواكبة الإعلام الرسمي لسرعة التغيرات للأحداث الداخلية وفي المنطقة، التي أضحت تنعكس بمعطياتها على الشأن الداخلي المحلي، خاصة ما يحدث في اليمن مع سقوط عشرات الشهداء ضمن القوات المسلحة الإماراتية المشاركة في عملية "إعادة الأمل" في اليمن.
وأشاروا إلى أن من ضمن أبرز تلك الأسباب تراجعها في تأدية دور المنبر الإعلامي الذي يمثّل الدولة، وعدم قدرتها على إبراز الهويّة الوطنية الإماراتية وجذب عنصر الشباب، وكذلك تراجع الأداء في التسويق لدولة الإمارات وتعزيز مكانتها.
كما تُعد طريقة إقناع المواطنين بوجهة نظر الحكومة، خاصة مع تزايد أعداد الشهداء، وتراجع أسعار النفط وانعكاسه على الأوضاع الداخلية، وغياب شفافية المحاسبة والمراقبة، خاصة في سجلات حقوق الإنسان، و"شيطنة" المخالف في الرأي، كلها عوامل أساسية ساهمت في تراجع الأقبال على تلك القنوات، وإحجام المواطنين على متابعتها.
يشار إلى أن إدارة هيئة المنطقة الإعلامية - أبوظبي، هيئة حكومية تأتسس عام 2007، مسؤولة عن إدارة كافة الكيانات في المنطقة الاعلامية، ومعنية بتطوير القطاع الاعلام في أبوظبي، من خلال الاشراف على تقديم التوجيهات والارشادات المتعلق بالمحتوى، بالإضافة إلى تطوير اللوائح، وللأنظمة والسياسات الخاصة بالمنطقة الإعلامية والحرص على تنفيذها