فيما لا تزال تتواصل ردود الفعل العنيفة ضد دولة الإمارات على تصريحات لوزير الخارجية والتعاون الدولي عبد الله بن زايد في موسكو الجمعة (26|2) وبعد صمت رسمي وإعلامي إماراتي مطبق، كتب وزير الشؤون الخارجية أنور قرقاش عدة تغريدات "هادئة" للغاية، إلى جانب افتتاحية "البيان" "الهادئة أيضا على سبيل التوضيح وليس الرد ودفع التهديدات.
رد عام وباهت
نحو 10 ردود وانتقادات عراقية رسمية وفصائلية وجهها النظام الطائفي في العراق حملت الكثير من الإهانات الوطنية، قابلها جميعا قرقاش بما هو غير معهود من ردود "قوية" و "جارحة"، بل جاء رده عاما وباهتا وما يقوله قد ينطبق على أي شيء.
فقد كتب قرقاش في تدوينات على صفحته في موقع «تويتر»: «لا يجوز شرعنة الميليشيات الطائفية بديلاً عن الجيوش الوطنية، أو تبرير دورها الطائفي»، مشيراً إلى أن «الخروج من فوضى وعنف المنطقة سبيله الدول الوطنية الجامعة».
وأضاف أن مداخلة عبد الله بن زايد في موسكو قبل أيام، «تعبّر عن موقف الإمارات الرافض للتطرف والإرهاب أياً كان مصدره»، موضحاً أن «الطائفية تتحمل جزءاً كبيراً من المسؤولية».
وشدد قرقاش على أنه «لا يمكن أن يكون التطرّف والإرهاب سنّي اللون والتوجه حصرياً، بل هو سرطان طائفي بامتياز، وساحات العراق وسوريا شاهدة على ذلك»، مؤكداً أن «موقف الإمارات واضح» في هذا الشأن. وقال: «يدرك المنصف أن دول الميليشيات ودورها ثمن يدفعه المواطن من أمنه واستقراره»، وتتمثل في «كيانات تمثل طائفة وتقمع طوائف»، مؤكداً أن «البديل وطن واحد يتساوى فيه الجميع».
افتتاحية البيان..
وفي افتتاحية الحوار اليوم الاثنين بعنوان "الإرهاب لا يتجزا"، كان الاتجاه قريب للغاية من تغريدات قرقاش دون الإشارة مطلقا للحشد الشعبي مجددا أو لأي مليشيا شيعية إرهابية حتى ولو الحوثيين الذين قتلوا نحو 60 شهيدا دفعة واحدة في اعتداء صافر في سبتمبر الماضي.
ولو زعم البعض أن خطاب ورد "الدولة" يختلف عن رد المليشيات والتنظيمات، فإن هذا التبرير غير صحيح، فلكم حملت افتتاحيات الصحف الإماراتية وتغريدات قرقاش وبياناته الرسمية وتغريدات خلفان وتصريحاته أشد الألفاظ قسوة وتجريحا عندما يتعلق الأمر بالإسلام الوسطي أو جماعات سنية أو دول سنية، في حين الوضع مختلف تماما مع إيران والشيعة.
كان المطلوب موقفا إعلاميا جادا وحازما حقيقيا لردود طائفية أساءت بالفعل لدولة الإمارات وشعبها وقيمها، وليس الاكتفاء بتغريدات وافتتاحية مقابل ردود "إرهابية" عراقية.