أحدث الأخبار
  • 01:10 . كيف تحافظ أبوظبي على قربها من الولايات المتحدة بينما تتحاشى مواجهتها؟... المزيد
  • 12:50 . جيش الاحتلال يشن غارات عنيفة وينسف مباني سكنية بأنحاء متفرقة من غزة... المزيد
  • 12:46 . قتلى في تبادل لإطلاق النار على الحدود الأفغانية الباكستانية ليل الجمعة... المزيد
  • 12:40 . بينها الإمارات.. دول عربية وإسلامية ترفض حديث "إسرائيل" بشأن معبر رفح... المزيد
  • 12:20 . نيويورك تايمز: سيطرة الانتقالي على حضرموت تكشف مساعي أبوظبي لبناء هلال بحري على ساحل اليمن... المزيد
  • 11:51 . السعودية تطالب قوات تدعمها أبوظبي بالخروج من حضرموت بعد السيطرة عليها... المزيد
  • 01:26 . "التوطين": أكثر من 12 ألف بلاغ عمالي سري خلال تسعة أشهر... المزيد
  • 08:05 . حلف قبائل حضرموت يحمّل أبوظبي "المسؤولية الكاملة" عن التصعيد واجتياح المحافظة... المزيد
  • 08:05 . بعد مقتل أبو شباب.. داخلية غزة تدعو المرتبطين بالاحتلال لتسليم أنفسهم... المزيد
  • 12:46 . سائح بريطاني يعبّر عن دهشته من تزايد أعداد الإسرائيليين في دبي (فيديو)... المزيد
  • 12:45 . إيران تردّ على بيان قمة مجلس التعاون الخليجي بشأن الجزر الإمارتية الثلاث... المزيد
  • 12:43 . السودان: 15 قتيلاً في هجمات للجيش و"الدعم السريع" في كردفان... المزيد
  • 11:07 . "الإمارات الصحية" تطوّر خدمات فحص اللياقة الطبية لتأشيرات الإقامة... المزيد
  • 11:06 . جيش الاحتلال يشن قصفاً مدفعياً على مناطق شرقي غزة وخان يونس... المزيد
  • 09:36 . قناة بريطانية تدفع تعويضات كبيرة نتيجة بثها ادعاءً كاذبا لـ"أمجد طه" حول منظمة الإغاثة الإسلامية... المزيد
  • 06:39 . معركة النفوذ في حضرموت.. سباق محتدم بين أبوظبي والرياض... المزيد

المدرسة الأولى .. الحي الأول

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 02-03-2016


كم منزل في الأرض يألفه الفتى

وحنينه أبداً لأول منزل

البيت للشاعر أبي تمام والمقصود هو الحب الأول، ويمكن أن ينطبق على الحي الأول، والمنزل الأول والحب الأول الذي غالباً ما نحِنُّ إليه ونعاود تذكره مراراً بحنين يظل يلازمنا كل العمر، كما يمكن أن يقصد به الشاعر منزل الحبيبة التي فارقها مضطراً ففارق المنزل والحي، معتبراً أنه غادر منزل قلبه بحسب قانون الهوى وأحوال القلب والمحبين !.

بالنسبة لي فإنها الصدفة وحدها التي قادتني إلى ذلك الحي القديم من أحياء ديرة ،الزحام الشديد، وعدم تركيز السائق، وضجيج المكان، جعلنا نعلق في الشوارع الداخلية لتلك المنطقة التجارية المواجهة لفندق (حياة ريجنسي) المطل على الخليج والقريب من سوق السمك الكبير !.

لأول مرة ومنذ سنوات طويلة تتجاوز العشرين عاماً ربما أجد نفسي هناك، وفي مواجهة مبنى يعود لشركة كهرباء ومياه دبي مكتوب على مدخله: مكتب خدمة المتعاملين- حي عيال ناصر، يا الله!! هكذا صرخت، فهنا ولدت وعشت سنوات طفولتي الأولى.

ولولا هذا المبنى الذي حمل اسم الحي ما كنت لأعرف أنني أسير في مكان لطالما حمل وقع أقدامي في أزقته، وبصمات يداي على جدران بيوته وأصداء صوتي وأصوات أطفال كثر ونساء ورجال عاشوا هنا لسنوات وسنوات، اليوم هذا الحي لا يشبهني ولا يعنيه اسمي أو حتى مروري أو حنيني !.

حضرت مدرسة الخنساء الابتدائية للبنات أمام عيني، إنها واحدة من بصمات طفولتي، هذا الحضور الكامل للمدرسة الأولى ذكرني ببيت الشعر ذاك، فهذه المدرسة، التي لم يعد لها أي أثر الآن، مازالت تحتل جزءاً واسعاً من حجم الذاكرة.

لأننا ندين للمدرسة الأولى بأساسيات تكويننا وشخصيتنا وأفكارنا الأولية التي كونَّاها عن كل شيء، لقد تفتح وعينا على كل ذلك في أبسط صوره عبر كتب المدرسة ودروس المعلمات وعلاقات الزميلات، منها عرفنا وتعرفنا واكتشفنا معارف تفاخرنا بها ، وأسراراً خبأناها لأنفسنا !!.

هذه المدرسة بالنسبة لي كانت تفصيلاً في غاية الأهمية وساطعاً في حياتي، كنت أحبها وأحب التعلم فيها، ثم اكتشفت أنني أحبها لأجل القراءة والزميلات الجميلات والمعلمات اللواتي تركن أثراً نبيلاً في عقلي، لذا ظلت راسخة في تلافيف عقلي بكثير من المبالغة.

وهي مبالغة تبدو أمراً متوقعاً لطفلة في السادسة من عمرها لم تكن قد شاهدت بوابة أكبر من بوابة المدرسة في حياتها، أو نساء يسرن بلا أغطية رأس وبملابس قصيرة، أو بحكايات ملونة لأمراء وأميرات جميلات سأحملها فيما بعد لأقرأها لوالدتي فتبتسم فرحاً !.

لقد بقيت معتقدة ولزمن طويل أن تلك البوابة تتسع لجيوش من الطالبات يدخلنها دفعة واحدة في الصباح بسبب كبر حجمها وكأنها بوابة قصر السلطان سليمان في اسطنبول.