بدأت روسيا سحب معداتها العسكرية من سوريا، حسبما أعلنت وزارة الدفاع الثلاثاء بعد ساعات على إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مساء أمس سحب القسم الأكبر من القوات الروسية من هناك.
وصرحت الوزارة في بيان أن "تقنيين بدأوا بتحضير الطائرات لرحلات طويلة المدى الى قواعد في روسيا"، مضيفة أن القوات العسكرية تقوم بتحميل معدات وتجهيزات على متن هذه الطائرات.
وأمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين جيشه الاثنين(14|3) ببدء سحب الجزء الرئيسي من القوة الروسية في سوريا زاعما أن التدخل العسكري الروسي حقق أهدافه إلى حد كبير.
وقال بوتين خلال اجتماع في الكرملين مع وزيري الدفاع والخارجية الروسيين إن الانسحاب سيبدأ اعتبارا من الثلاثاء. وأمر بوتين بتكثيف الدور الروسي في عملية السلام الرامية لإنهاء الصراع في سوريا.
وذكر ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين أن بوتين تحدث هاتفيا مع الرئيس السوري بشار الأسد لإبلاغه بالقرار الروسي.
ورحبت المعارضة السورية بهذا الانسحاب الذي يأتي غداة انطلاق مفاوضات جنيف، الذي من شأنه إضعاف الموقف التفاوضي لنظام الأسد، كما رحبت به إيران على لسان وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف الذي اعتبار الانسحاب خطوة "إيجابية"، فيما التزام البيت الأبيض .
ولا يزال المراقبون يطرحون مزيدا من التساؤلات حول مغزى وتداعيات هذا القرار المفاجئ كما كان بدء العدوان في سبتمبر الماضي مفاجئا أيضا.
أكثر أسباب تبدو منطقية لهذا الانسحاب هو خروج الخلافات بين روسيا وحلفائها للعلن وخلافهم على طبيعة الحل السياسي في سوريا إذ يبدو أن نظام الأسد استطاع خديعة الروس الذين كانوا يريدون من عدوانهم تحسين شروط التفاوض بالنسبة للنظام في حين يريد النظام الحسم في معركة وحرب عصية منذ 5 سنوات على الحسم ومن الممكن أن تؤدي لحرب إقليمية كبرى، لترث موسكو سوريا دولة وشعبا مدمرين بدون جدوى سياسية واقتصادية.