قال السيناتور الجمهوري البارز جون ماكين، إن الرئيس الأمريكي باراك أوباما، يتحمل مسؤولية كثير من الأحداث الدولية بسبب فشل سياساته بالشرق الأوسط، مبدياً تأييده لمطالب موظفين بالخارجية الأمريكية بشن ضربات على النظام السوري، الذي قال إن تدخل موسكو وإيران أنقذاه من سقوط سريع، كما اعتبر أن روسيا عادت للشرق الأوسط بسبب الإخفاق السياسي الأمريكي.
وبحسب "سي إن إن" رد ماكين على سؤال حول العريضة التي وقعها العشرات من موظفي وزارة الخارجية احتجاجاً على سياسة البيت الأبيض تجاه سوريا، والمطالبة بتنفيذ ضربات عسكرية ضد نظام بشار الأسد: إن العريضة "تحمل تواقيع شخصيات مؤثرة للغاية، ومحترفة، مثل السفير السابق بسوريا روبرت فورد، الذي يتمتع باحترام واسع".
وتابع ماكين بتأكيد اتفاقه مع محتوى العريضة قائلاً: "داعش في نهاية المطاف ليس الجهة التي تقوم بإلقاء البراميل المتفجرة على آلاف المدنيين من الأطفال والنساء، وليس الجهة التي تقوم باستخدام الأسلحة الكيماوية لقتل الآلاف من الأبرياء، وليسوا هم من يحتجز الآلاف في السجون"، في إشارة منه إلى ممارسات نظام الأسد.
وتابع ماكين منبهاً إلى مستوى تحالفات الأسد الدولية وتداعياتها على الموقف الأمريكي بالقول: "الفظائع التي ارتكبها نظام بشار الأسد لم تشوهه فحسب، بل طالت تداعياتها أيضاً كل حلفائه اليوم؛ من إيران إلى روسيا".
وذكّر بأن وزير الدفاع السابق، ليون بانيتا، ورئيس وكالة الاستخبارات المركزية (CIA)، الجنرال ديفيد بتريوس، كانا قد طالبا في 2011 بتدريب وتسليح المعارضين السوريين والجيش السوري الحر؛ لإنهاء ما يجري على الأرض، لكن الرئيس أوباما رفض ذلك، مضيفاً: "نحن بعد ثماني سنوات من حكم أوباما مللنا من استخدام الشماعة القديمة بإلقاء اللوم دائماً على حقبة حكم الرئيس السابق، جورج بوش".
وأضاف السيناتور الجمهوري، الذي ترشح سابقاً لمنصب الرئاسة: "الحقيقة هي أنه بفضل سياسة تعزيز القوات التي طبقها في العراق انتهى الصراع، وجرى طرد القاعدة نحو سوريا، حيث تحول التنظيم إلى داعش، وترك التداعيات التي نراها اليوم. فشل الرئيس أوباما في ترتيب بقاء قوات أمريكية في العراق أدى إلى هذا الوضع غير المستقر، الذي توقعنا مسبقاً حدوثه".
واتهم ماكين سياسات أوباما "الفاشلة" بالتسبب في أكبر موجة من اللاجئين في العالم منذ الحرب العالمية الثانية، وتعريض أمريكا وأوروبا لهجمات كثيرة، مستطرداً بالقول: "هذا ليس وليد الصدفة، بل يعود لفشل سياسات أوباما رغم الاعتراضات والتوصيات المقدمة من الكثير من الشخصيات الموهوبة والذكية؛ مثل بتريوس وكلينتون وبانيتا".
وندد ماكين بالمواقف الروسية قائلاً إن موسكو تقصف منذ البداية المعارضة المعتدلة، عوضاً عن ضرب داعش، مضيفاً: "نحن نعلم أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وضع نفسه بتحالف مع حزب الله، ونعلم أن الأسد كان يخسر ويتراجع قبل تدخل قوات روسيا وإيران وحزب الله في الصراع. لقد عادت روسيا لتصبح لاعباً مهماً في الشرق الأوسط لأول مرة منذ عام 1973، عندما طرد الرئيس المصري الأسبق، أنور السادات، الروس خارج بلاده".