يواصل موقع "ميدل إيست آي" عبر كبار محرريه كشف المزيد عن القضايا في المنطقة ولا سيما فيما يتعلق بأدوار أبوظبي والمجرم محمد دحلان. وتنطوي كشوفات ديفيد هيرست وزميله روري دوناجي على قسط كبير من الدقة والصحة.
وقبل كشف هيرست عن دور أبوظبي في دعم انقلابيي تركيا كشف دوناجي عن تورط بريطانيا وفرنسا في بنغازي إلى جانب اللواء المنشق خليفة حفتر، وهو الأمر الذي ظلت تنفيه باريس ولندن حتى سقط 3 جنود فرنسيين صرعى في بنغازي ما أضطر باريس للاعتراف بدعم مليشيات حفتر.
وأكد "هيرست" في مقال معلوماتي له اليوم الجمعة أن مصادر مطلعة وقريبة من أجهزة الأمن التركية قالت إن أبوظبي تعاونت مع المتورطين في محاولة الانقلاب الفاشلة، وقدمت لهم أموالا قبل أسابيع قليلة من الانقلاب الفاشل.
كما كشفت المصادر أن عنصر الأمن والمطرود من حركة فتح محمد دحلان لعب دور الوسيط بين حكومة أبوظبي وبين زعيم "الكيان الموازي" فتح الله غولن والذي يقف خلف مؤامرة الانقلاب.
واكتشفت أجهزة الأمن التركية من التحقيقات، أن دحلان هو الذي تولى عملية تحويل الأموال الى الانقلابيين في تركيا، وذلك بواسطة رجل أعمال فلسطيني مرتبط به وبدولة الامارات يقيم في الولايات المتحدة، على أن تمرير الأموال لجماعة غولن تم قبل أسابيع قليلة من محاولة الانقلاب.
وأضاف موقع "ميدل إيست آي" أن أجهزة الأمن التركية تمكنت من تحديد هوية رجل الأعمال الفلسطيني الأمريكي، وهو أحد المقربين من دحلان، والذي تولى مهمة تمرير الأموال. وتطرق الموقع البريطاني بإسهاب إلى أدوار دحلان التآمرية في المنطقة وخاصة في ليبيا.
وأشار "هيرست" إلى دور "سكاي نيوز عربية" التي تبث من أبوظبي، وقناة "العربية" التابعة لمجموعة "أم بي سي" والتي تبث من دبي في تغطية أخبار الانقلاب وبث الأخبار والتقارير الكاذبة..
وبثت هذه القنوات ووسائل إماراتية أخرى، زعم هروب أردوغان من البلاد وطلب اللجوء في ألمانيا، وهو الخبر الذي تبين لاحقا أنه كاذب، حيث ظهر أردوغان وسط حشود من أنصاره في مطار أتاتورك بعد بث الخبر بفترة قصيرة.
وبعد 16 ساعة من محاولة الانقلاب العسكري الفاشلة اضطرت دولة الإمارات لإصدار بيان تندد فيه بمحاولة الانقلاب وتعلن فيه دعمها للرئيس الشرعي أردوغان، وهو البيان الذي جاء بعد ساعة واحدة من بيان مماثل صدر عن السعودية، وكلاهما صدرا بعد أن تأكد فشل المحاولة الانقلابية.
وبحسب مصادر "ميدل ايست آي"، فإن أبوظبي شعرت بالرعب في أعقاب فشل الانقلاب وأطلقت عملية للنأي بنفسها عن دحلان والتبرؤ من اتصالاته التي أجراها مع مدبر المحاولة الانقلابية فتح الله غولن.
وقالت المصادر، إن أبوظبي تشعر أن أردوغان أمسك تماما بزمام السلطة والجيش وأنه سوف يتحول للانتقام من داعمي الانقلاب بالخارج بعد أن يفرض كامل سيطرته على الأوضاع الداخلية ويعاقب المتورطين داخليا.
وتداولت العديد من المصادر على الانترنت معلومات مفادها أن السلطات في أبوظبي أجبرت دحلان الذي يقيم علاقات وثيقة مع ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد على المغادرة، ويسود الاعتقاد أنه موجود حاليا في مصر. كما سلمت دبي ضابطين تركيين فرا من أفغانستان إلى دبي متورطين في الانقلاب وذلك في إطار احتواء الغضب التركي.