استطاعت المواطنة منال الغداني، إدارة مدرسة شمل للتعليم الأساسي، الحلقة الأولى والثانية، بنجاح خلال العام الدراسي الماضي، لتصبح أول مواطنة تدير مدرسة للطلبة الذكور في الدولة، رغم الصعوبات التي واجهتها نتيجة رفض تعامل بعض الطلبة وآبائهم والمعلمين معها في بداية تعيينها في هذا المنصب من قبل وزارة التربية والتعليم.
وحسب الغداني، فإنها تخطت هذه التحديات من خلال العمل بروح الجماعة، وإشراك أسر الطلبة والمعلمين في إدارة المدرسة، ما حوّل رفضهم إلى تعاون إيجابي.
وقالت الغداني لصحيفة «الإمارات اليوم» المحلية: «عندما صدر قرار وزارة التربية والتعليم بتعييني مديرة مدرسة شمل للتعليم الأساسي، حلقة أولى وثانية للذكور، شعرت بالرهبة، إذ سأكون أول مواطنة تدير مدرسة للذكور، وتالياً سأعمل في وسط ذكوري يرفض تقبّل المرأة مديرةً عليهم، ومن بين التحديات التي واجهتها رفض بعض الطلبة التواصل معي، واعتراض شديد من قبل آبائهم على قرار تعييني، لأن تعاملهم سيكون مع أنثى، وليس مديراً خلال حل مشكلات أبنائهم».
وأضافت: «بعض المعلمين كان يتجاهل الاستماع إليّ أو الحضور إلى الاجتماعات، كما اعترض آباء لطلبة على حضور اجتماع لأسر الطلبة يضم أمهات وآباء الطلبة في قاعة واحدة، لكن إصراري على حضورهم إلى الاجتماع كان نقطة التحول في تغيير رأيهم وتقبّلهم لي مديرة للمدرسة».
وتابعت: «الاجتماع أدى إلى تغيير الاعتقاد السائد بين أسر الطلبة والمعلمين، بأنه يجب أن يكون مدير المدرسة رجلاً، إذ تغيّر تعامل آباء الطلبة والمعلمين معي بشكل لافت، وأصبح الآباء يتردّدون على إدارة المدرسة لمتابعة مستوى أبنائهم».
وأوضحت «مع منتصف الفصل الدراسي الثاني الماضي بدأ المعلمون بالتعاون مع الإدارة بشكل أفضل، وأصبحوا يشاركون في الاجتماعات وإعداد الخطة الدراسية والتربوية والفنية للطلبة، كما بدأوا في اقتراح الخطط التربوية اللازمة لتحسين أداء المدرسة، وكان لهذا التعاون أثر كبير في نجاحي بإدارة المدرسة خلال العام الدراسي الماضي».
ولفتت إلى أنها تعاملت مع الطلبة جميعهم على أنهم أبناؤها دون تمييز بين المراحل الدراسية، وبدأت بالاستماع لطلباتهم، وحلّها بما يتناسب مع مستواهم التعليمي والتربوي، الأمر الذي جعل الطلبة يتعاملون معها باحترام وتقدير.
وأوضحت أن «تعاون الطاقم الإداري والتعليمي وآباء الطلبة معي كأول مديرة أنثى لمدرسة ذكور أسهم في تنظيم العملية التعليمية والتربوية في مدرسة شمل، وعزّز من عمل المرأة في المجال التعليمي، خصوصاً في الوسط الذكوري».
وأضافت أنها «ستبدأ عامها الدراسي الثاني في هذا المنصب بكل ثقة واطمئنان، كونها نجحت في بناء الشراكة والثقة العميقة بينها وبين الكادر التعليمي وأسر الطلبة». وتابعت: «لا عائق يحول دون تولّي المرأة إدارة المدارس الذكورية، لأن ذلك يعتمد على بناء الثقة بين الكادر التعليمي وأولياء الأمور والطلبة في مختلف المراحل الدراسية».