قد تنجح مجموعات الـ«هاكرز» في القرصنة على أدمغة البشر قريباً
وكالات
– الإمارات 71
تاريخ الخبر:
28-08-2016
في الوقت الذي تتطور فيه التكنولوجيا وعلوم الكمبيوتر بشكل صاروخي، فان عمليات القرصنة والاختراق تشهد تطوراً كبيراً هي الأخرى حتى باتت أسرار الإنسان بأكملها معرضة للانكشاف والضياع في أي لحظة وخصوصيته مهددة بالانتهاك أيضاً، وفي الوقت الذي يعمل فيه خبراء التكنولوجيا والمعلومات على ابتكار آلات تقرأ ما في دماغ الإنسان فان القراصنة على الجانب الآخر يعملون من أجل انتهاك خصوصية دماغ الإنسان ومعرفة ما يدور فيه.
وبينما تحول العالم حالياً بشكل شبه كامل إلى الأتمتة وصار كل ما حول الإنسان يعمل بشكل لاسلكي، فإن باحثة مهمة ورفيعة المستوى في جامعة أكسفورد البريطانية أطلقت تحذيرا خطيرا بشأن احتمالية أن يتمكن القراصنة قريبا من اختراق عقول البشر لاسلكيا والعبث بمحتوياتها بما قد يؤدي إلى تغيير سلوكيات الناس الذين تم اختراق عقولهم.
وكتبت الدكتورة لوريا بايكروفت في مجلة «ذا كونفيرزيشن» أطروحة ناقشت فيها كيف يمكن لقراصنة الكمبيوتر والانترنت أن يتمكنوا يوماً ما من التحكم عن بعد وبشكل لاسلكي بالعقول البشرية ومن اختراقها ومعرفة ما يدور في أذهان أصحابها.
وكان خبراء قد اكتشفوا مؤخراً أن الأجهزة الموجودة في المستشفيات والتي تستخدم لعلاج بعض الأمراض، بما في ذلك أجهزة تنظيم نبضات القلب وتنظيم ضخ الأنسولين في الجسم، جميعها يمكن أن يتم اختراقها من قبل القراصنة الذين ينشطون على الانترنت وهو الأمر الذي يمكن أن يهدد حياة المرضى في المستشفيات ويمكن أن يؤدي إلى نتائج كارثية.
ويبدو أن الأطروحة التي كتبتها الباحثة بايكروفت، تقوم على فرضية أن من الممكن اختراق أجهزة علاج كتلك التي يتم استخدامها في غرف الإنعاش والمستشفيات لتخطيط القلب وإنعاش الدماغ والذاكرة، كما أن من الممكن أن يتم اختراق أدمغة مزروعة أو أعضاء مزروعة في أجسام بشر مرضى.
وكشفت بايكروفت أنه تمت مناقشة تهديد «اختراق عقل الإنسان» في قسم جراحة المخ والأعصاب في جامعة أكسفورد البريطانية من قبل مجموعة من الباحثين والأساتذة، بما يؤكد أنه احتمال وارد ويمكن أن يكون تهديداً جدياً في المستقبل لعقول البشر وأدمغتهم، فضلاً عن أن عملية القرصنة على عقل الإنسان أو اختراق أدمغة البشر كانت مثار جدل وبحث في الخيال العلمي طوال عقود طويلة ماضية، إلا أن الباحثين في «أكسفورد» يرون بأنها تحولت من الخيال إلى احتمالية أن تكون حقيقة مع التطور التكنولوجي الهائل، بما في ذلك تكنولوجيا زراعة الأعضاء.
ويقول الأطباء والباحثون إن أشهر أنواع زراعة الأدمغة في العالم اليوم، وأكثرها شيوعاً وانتشاراً هو النظام المسمى (نظام التحفيز العميق للدماغ) أو الذي يُشار له اختصارا باسم (DBS) وهو نظام معقد يربط بين الدماغ وبين عمليات تحفيز يتلقاها عبر أسلاك متناهية الصغر تحت الجلد، وهو النظام الذي في حال تمكن القراصنة من اختراقه فانهم من الممكن أن يؤثروا على سلوكيات الإنسان وطريقة حياته بالكامل.
وتشهد تكنولوجيا «الذكاء الصناعي» طفرة كبيرة على مستوى العالم منذ سنوات، وبفضل هذه التكنولوجيا نجح الخبراء في ابتكار «إنسان آلي» متطور، وذلك وسط تحذيرات بأن الذكاء الصناعي قد يشكل تهديداً للجنس البشري في حال استمر بالتطور، إذ قد يتمكن الإنسان يوما ما من صناعة عقل أكثر ذكاء من الدماغ البشرية، وهو ما قد يؤدي إلى خروج «الروبوت» عن طوع الإنسان، ومن ثم تدمير البشرية وإنهاء الوجود الإنساني على كوكب الأرض.
ويُعرف العلماء «الذكاء الصناعي» بأنه «سلوك وخصائص معينة تتسم بها برامج الكمبيوتر تجعلها تحاكي القدرات الذهنية البشرية وأنماط عملها، ومن أهم هذه الخاصيات القدرة على التعلم والاستنتاج ورد الفعل على أوضاع لم تبرمج في الآلة».