أكدت صحيفة "الإمارات اليوم" المحلية الرسمية أن نسبة غياب طلاب الصفين التاسع والعاشر في مدارس البنين بالمنطقة الوسطى في الشارقة تجاوزت 70%، بسبب نقص الكتب المدرسية من قبل وزارة التربية والتعليم، بحسب إداريين في هذه المدارس، الذين أكدوا أنهم طالبوا الطلبة بالحضور، إلا أنهم لم يلتزموا التعليمات الإدارية، فاتفقوا في ما بينهم على الغياب الجماعي، كما توجهت إدارات هذه المدارس بطلب توفير الكتب من الوزارة بشكل مستمر مع بداية دوام الطلبة بداية الأسبوع الماضي.
وأكد الطلاب أن معلمي المواد أعطوهم حرية اختيار الحضور أو الغياب، نظراً لعدم توافر الكتب، لافتين إلى أن زملاءهم الذين حضروا لم تشرح لهم الدروس.
وقال الطالب خلفان علي، بالصف التاسع في إحدى مدارس البنين الثانوية، إن «عددنا في الفصل الدراسي 26 طالباً، ولم يتسلم أي طالب الكتب المدرسية، وحين راجعنا إدارة المدرسة أخبرتنا بوجود نقص في الكتب، وهذا الأمر جعلنا نشعر بعدم الالتزام تجاه الحضور اليومي، ما اضطرنا للاتفاق في ما بيننا على الغياب».
فيما أكد خليفة مطر، والد أحد الطلاب، أن ابنه طالب في الصف العاشر، لم يتوجه إلى المدرسة إلا يومين، وتغيب بقية الأيام، بسبب بعد توافر الكتب المدرسية، مطالباً وزارة التربية والتعليم بدراسة هذه الإشكالية والسعي إلى حلها.
من جانبهم، قال إداريون في مدارس ثانوية بنين - فضَّلوا عدم نشر أسمائهم - إن «الطلاب انتظموا في اليوم الأول للدراسة، إلا أننا فوجئنا بأن مقاعد فصلي التاسع والعاشر أضحت خالية، وتعدت نسبة الغياب 70%، فتواصلنا مع ذوي الطلبة لمعرفة أسباب الغياب، ليتبيّن لنا أن السبب عدم توافر الكتب المدرسية».
وأشاروا إلى أن «نقص الكتب المدرسية للفصلين التاسع والعاشر جعلنا نفضّل عدم توزيع المتوافر منها لدينا على بعض الطلاب وترك البقية دون كتب، لذا فضّلنا التريث إلى حين توافر الكتب وتوزيعها على جميع الطلبة»، مؤكدين أن «المعلمين يؤدون عملهم اليومي بشكل منتظم من حيث شرح الدروس للطلبة من خلال كتب المناهج التي وزعناها على جميع المعلمين».
مجلس أبوظبي يعترف ويتوعد
تزامنت التقارير الواردة والمتتالية حول تعثر بداية العام الدراسي الجديد، مع تصريحات علي راشد النعيمي، مدير عام مجلس أبوظبي للتعليم، من أن المجلس "يعكف على دراسة حدود وأبعاد المسؤولية القانونية التي تقع على أولياء الأمور الذين يتقاعسون عن إرسال أبنائهم إلى المدارس في أيام الدوام المدرسي، وتشجيعهم على الغياب من دون عذر مقبول، وذلك لمواجهة ظاهرة الغياب الجماعي التي تعاني منها المدارس خلال الأيام التي تلي أو تسبق العطل والمناسبات" على حد تعبيره، فيما بدا أنه يبحث عن "كبش فداء" أو عذر للتنصل من مسؤولية عدم انتظام الطلاب الذي كان نتيجة عدم وجود الكتب والذي يتحمل مسؤولية توفيرها وزارة التربية والتعليم والمجلس.
وكانت الوزارة والمجلس قد ضربا بعرض الحائط رغبات الطلاب وذويهم واحتياجاتهم النفسية والذهنية عندما قطعت إجازة الصيف قبيل عيد الأضحى من أجل تبكير العام الدراسي دون الاستعدادات الكافية والمناسبة له.