من بين مؤشرات إخفاق انطلاق الموسم الدراسي الجديد الذي انطلق في (28|8) تضارب الروايات والتصريحات الرسمية إلى حد كبير، تارة حول توفر/ عدم توفر الكتب، تارة حضر الطلاب/ غاب الطلاب.
صحيفة "الإمارات اليوم" نشرت الجمعة (2|9) تحقيقا صحفيا موثقا ومن عدة مصادر ميدانية تربوية ومتخصصة يؤكد أن 70% من طلاب المنطقة الوسطى في الشارقة تغيبوا عن الدراسة لعدم وجود الكتب.
الصحيفة المحلية الصادرة في دبي، نشرت السبت (4|9) خبرا أحادي المصدر ينفي التحقيق الصحفي الموثق ومتعدد المصادر، وكذبت به الصحيفة نفسها بنفسها.
ونقلت "الإمارات اليوم" عن وزارة التربية والتعليم أن الأسبوع الأول لانطلاقة العام الدراسي الجديد شهد حضوراً "مميزاً للطلبة، والتزاماً على مستوى جميع المناطق التعليمية فاق التوقعات"، رغم أن تقارير الصحافة المحلية طوال الأسبوع الماضي أكدت "التفاوت" في الحضور على الأقل، فضلا أن صحفا أكدت أن نسبة الغياب وصلت إلى 60%، وفي بعض المناطق 50%، قبل أن تحذف صحفة "الاتحاد" نسبة كانت وضعتها بشأن انتظام الطلبة واكتفت بالقول "حضور مرض".
الوزارة بحسب نفيها المشنور اليوم، دعت "وسائل الإعلام إلى تحري الدقة"، سواء الصحف أو المواقع الإلكترونية التي تداولت "أرقاماً غير دقيقة عن نسب الحضور من مصادر غير موثوقة، ودون الاعتماد على مرجعية رسمية".
وكانت الصحافة المحلية ومن ضمن وظيفتها قامت بزيارات ميدانية على المدارس، وتابعت حركة الحضور وانطلاقة الموسم، ولديها من المسؤولية ما يتيح لها أن تقدم معلوماتها دون ضغوط أو إكراه من أحد. فالصحافة والإعلام، هي مصدر بحد ذاتها ولا تحتاج لشهادة على تتوصل إليه من معلومات بجهودها الذاتية، كما أن حرية التعبير وحقوق التعبير يسمح لها بمواكبة الشأن العام، دون أن يشكك بعملها أحد بزعم "تحري الدقة" التي يفتقدها آخرون.
وبحسب الخبر أيضا، فقد نفت التربية "ما تداولته إحدى الصحف المحلية، عن وجود نسبة غياب كبيرة للطلبة بمدارس في المنطقة الوسطى، متجاهلة توثيقه بأرقام صحيحة من الجهات المعنية"، والصحيفة المحلية المقصودة هي صحيفة "الإمارات اليوم" ومع ذلك نشرت الصحيفة خبر يكذب تحقيقها الصحفي دون أن تمتلك حق توضيح سياق معلوماتها.
ولم تكتف الوزارة بنفي معلومات "الإمارات اليوم"، وإنما زعمت أن "مدارس المناطق الوسطى شهدت التزاماً، سواء في دوام الهيئتين الإدارية والتدريسية، وحضوراً كبيراً للطلبة وصل إلى نسب عالية، بلغت في روضة الزهور 89%، وفي مدرسة مصعب بن عمير 89%، وفي مدرسة ابن حزم 66%، وفي مدرسة بنت الشاطئ 98%، وفي مدرسة حاتم الطائي 94%" على حد بيانات الوزارة.
وكانت صحيفة "الإمارات اليوم"، أكدت أن 70% من طلبة الوسطى تغيبوا عن الدراسة لعدم وجود كتب مدرسية، واستندت إلى أقوال طلبة وأولياء أمور وهيئات تدريسية وإدارية في تحقيقها الذي ضاق به صدر الوزراة، وصادرت حق التعبير وحرية وسائل الإعلام.