نشرت صحيفة "ذا ناشيونال" الإماراتية الرسمية الصادرة في أبوظبي تقريرا مثيرا حول حجم الخسائر الفادحة التي لحقت بشركة "مبادلة" خلال العام الجاري فقط. وقالت شركة استثمار أبوظبي اليوم الخميس إن شركة "مبادلة" للتنمية منيت بخسارة تقارب 5 مليارات درهم في النصف الأول من العام، مقارنة مع نفس الفترة من العام الماضي، ، مبررة ذلك بارتفاع التكاليف.
وتعرضت المجموعة إلى ارتفاع تكاليف التشغيل، وانخفاض أسعار السلع الأساسية ما أدى للإضرار بأرباح الشركة التي تملك استثمارات كبيرة في أشباه الموصلات، وصناعة الألمنيوم والرعاية الصحية والطاقة، فضلا عن استثمارات أخرى .
وقالت الشركة الاستثمارية الاستراتيجية المملوكة لحكومة أبو ظبي، والتي أعلنت عن خطط للاندماج مع شركة الاستثمارات البترولية الدولية (ايبيك)، وهي أكبر شركة استثمارية مملوكة للحكومة إن الإيرادات انخفضت بنسبة 5%.
وأشارت الصحيفة، لحق بشركة "مبادلة" خسارة شاملة إجمالية أقل بقليل من 5 مليارات درهم، شاملة رسوم القيمة العادلة، مثل الاستهلاك ضد بعض وحدات مصنع أشباه الموصلات التي حصلت عليها العام الماضي عندما اشترت شركة "آي بي إم" لأعمال الإلكترونيات الدقيقة.
وقال خلدون المبارك، الرئيس التنفيذي للمجموعة: "إن التحديات الاقتصادية العالمية التي واجهناها منذ بداية عام 2015 لا تزال قائمة".
وأعلنت حكومة أبوظبي مؤخرا أنها قررت دمج " مبادلة للتنمية" مع "ايبيك، التي شهدت تراجعا أيضا في بعض من حافظتها الواسعة من الاستثمارات، ومعظمها في مجال النفط والغاز والبتروكيماويات، بما في ذلك الملكية الكاملة لشركة إسبانية و حصة رئيسية في شركة OMV النمساوية.
وبدمج الشركتين، سيكون هناك واحدا من أكبر صناديق الاستثمار المملوكة للدولة على مستوى العالم، والتي ستكون مخصصة للتنويع الاقتصادي في أبوظبي، بحسب المبارك. ومن المتوقع أن يكتمل الاندماج بحلول نهاية العام أو أوائل العام المقبل.
كانت شركة مبادلة تثير قلق حكومة أبوظبي بصورة رئيسية، كونها كانت عائقا أمام الحد من الدين العام للكيانات المرتبطة بالحكومة، خلال التباطؤ الاقتصادي بسبب أسعار النفط.
وبلغت ديون مبادلة التي قالت إنها سددتها 8 مليارات درهمهي صافي المطلوبات في النصف الأول، وقد توجه المبلغ لسداد قرض على الشركة.
ومن المقرر، أن يسفر الدمج عن شركة وزنا أكبر ومرونة أكثر، إذ أن إيرادات "ايبيك" هي حوالي أربعة أضعاف حصة مبادلة.
وقال "أنيتا ياداف"، محلل الديون في بنك الإمارات دبي الوطني، إن التدفق النقدي السنوي لمبادلة تراجع بصورة أقل من احتياجات رأس المال المستثمر، في حين حققت "أيبيك" نموا، وبالتالي فإن الاندماج يقلل من الحاجة إلى الحكومة أو القروض الخارجية لشركة مبادلة للتنمية .
والآن، تقول "ذا ناشيونال": في ضوء انخفاض عائدات النفط، فمبادلة قد لا تكون قادرة على تخفيض الديون. في الواقع، وبالنظر إلى أن التقييم على أصول الطاقة قد انخفض عالميا، فإن مبادلة و "أيبيك"، لو قاموا بشراء المزيد من الأصول فقد ذلك يرتب عليهم المزيد من الديون.